نوبات الهلع سببت لي قلقًا نفسيًا ومخاوف وسواسية

0 383

السؤال

السلام عليكم

إخوتي الكرام: بتاريخ 24/4/2015 بدأت قصتي، نمت الساعة 2.00 صباحا، واستيقظت قبل آذان الفجر، أي الساعة 4.00 صباحا، وأنا بحالة (طنين بالأذنين وتشوش الرؤية، ودوخة، وخفقان قلب شديد، وضيق تنفس، وتعرق شديد، وتشنج بعضلات الرأس والرقبة، وانحلال بالعضلات، وخوف من الموت، ولوعة بالمعدة).

تم إسعافي إلى أقرب مشفى، وكان التشخيص بعد التحاليل المخبرية وتخطيط القلب (نوبة قلق وهلع) وتم إعطائي إبرة فوستان بالعضل، ووصفة طبية (اندرال 10، وليكسوتان 0.5 ملغ) لمدة يومين، وبالفعل زالت الأعراض كليا.

بعدها بأسبوع بدأت مشكلة خفقان القلب بعد وجبات الطعام، وتم معالجتها بـ (اندرال 10) والحالة أصبحت مقبولة، ولكنها مستمرة تهدأ بالدواء، وصارت الشكوك تنتابني بشأن وضعي الصحي، فزرت أطباء العينية، والأذنية، والعصبية، والهضمية (حيث تم إجراء تنظير علوي) وكل الأطباء السابقين قالوا لي: إنك لا تحمل أي مرض عضوي إنما عندك قلق.

عشت على الأدوية المذكورة مدة إلى أن جاء شهر رمضان المبارك، ولم أعد أستطيع النوم بعد السحور لمدة 2-3 ساعات بسبب خفقان القلب الشديد، وضيق التنفس، ولوعة المعدة، وتم العلاج بـ (الاندرال، وسولبيريد دوغميل 50 ملغ) والأمور جيدة.

بعد مدة أقل من شهر صرت أخاف من المستقبل، ومن الجن والظلام، ومن المرض والجنون، وبدأ (الخوف) في بداية النوم؛ فأستيقظ بعد نوم دقيقتين، ويبدأ خفقان القلب الشديد، والخوف، وضيق النفس، والغثيان، وقد وصف لي أحد الصيادلة -باعتبار لا يوجد طبيب نفسية في منطقتي- دواء اسمه: (زولوسير 10) وبدأت باستخدامه لمدة أسبوعين، ولكن آثاره الجانبية المخيفة أقعدتني عن نشاطي الطبيعي بنسبة 80%، وخفت من طردي من الوظيفة، وزاد الإحباط والقلق بشكل كبير، حتى تركت الدواء من تلقاء نفسي، وأموري بدن (زولوسير) أفضل بكثير.

بعدها ظهرت لدي مشكلة إضافية وهي: الحزن، ووصلت الحالة إلى حد أنني عندما أتذكر شيئا من الماضي وأحن إليه، أو حتى أسمع أغنية قديمة، أو أرى صورة قديمة؛ أشعر بالهلع وضيق النفس، وخفقان القلب، فأقوم من مكاني، وآخذ نفسا عميقا، وبسرعة، حتى لا تسيطر الحالة علي.

الآن عندما أكون جالسا في سهرة مع الأحباب والأهل ونضحك ونمرح؛ فجأة يأتيني إحساس بالقلق، وتشنج في فم المعدة، وخفقان قلب، وتعرق، وتغير باللون، يلاحظه الحاضرون، واضطراب في النوم، أعالج الحالة بـ(الاندرال وليكسوتان) فورا، على الرغم من أن الصيدلي نصحني بترك الليكسوتان الذي أستعمله عند الحاجة فقط.

أرجو المساعدة من حضرتكم ولكم الأجر والثواب؛ لأني بدأت أكره الدنيا بسبب حالتي هذه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لك الشكر أيضا، وواضح جدا من رسالتك المستفيضة وشرحك الدقيق أن -كما ذكرت- المشكلة الرئيسية هي نوبات هلع، وبعد ذلك أصبح عندك نوع من القلق النفسي والمخاوف الوسواسية، ومن شدة الخوف صار عندك توهم مرضي، ولذلك كنت تذهب إلى الأطباء وتجري الفحوصات، وحسنا توقفت عن التردد على الأطباء وإجراء الفحوصات.

ما يحدث معك الآن نوع من أنواع الاكتئاب النفسي، ومعروف أن اضطراب الهلع قد يكون مصحوبا باكتئاب نفسي، الـ (إندرال Inderal) يعالج خفقان القلب والتعرق، ولكنه ليس علاجا أساسيا لنوبات الهلع أو القلق.

الـ (لوكستونيل lexotanil) مضاد للقلق ومهدأ، ولكن الاستمرار في استعماله قد يؤدي إلى الإدمان، لأنه من مشتقات الـ (بنزوديازبين Benzodiazepines) وحسنا نصحك الصيدلي بعدم الاستمرار في تناوله.

(زولوسير) هو (زيروكسات Seroxat) والذي يسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) وهو دواء فعال للقلق والهلع معا، ولم تذكر الأعراض الجانبية التي حصلت لك، معظم الأعراض الجانبية في استعمال الـ (زولوسير) هي مشاكل في المعدة، غثيان وألم في المعدة وفقدان للشهية، ولذلك عادة معظم الناس يبدؤون بجرعة صغيرة -أي خمسة مليجراما-.

المهم: طالما أنك أصبحت غير مرتاح له، وبما أنك لا تستعمل الآن أي مضاد للاكتئاب أو مضاد للهلع فإني أنصحك بتناول مضاد للاكتئاب وللهلع لتعيش حياة طبيعيا.

(إندرال Inderal) لوحده لا يكفي، وأنصحك بتناول دواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) يأتي بجرعة عشرة مليجراما، ولكن ابدأ بنصف حبة (خمسة مليجراما) قبل النوم وبعد الأكل لمدة عشرة أيام كاملة، خوفا من حدوث بعض الأعراض الجانبية -الشعور بالغثيان وآلام في المعدة-.

ابدأ بنصف حبة ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، وإذا كانت هناك بعض الأعراض الجانبية البسيطة يمكنك الاستمرار في تناول نصف حبة؛ لأن أحيانا بعض المرضى يستجيبون للخمسة مليجراما (نصف حبة) فيمكن الاستمرار عليها لفترة شهر ونصف أو شهرين، وإذا شعرت بتحسن فيمكن الاستمرار عليها بعد ذلك لفترة ثلاثة إلى ستة أشهر.

أما إذا تناولت الدواء لمدة شهرين على نصف حبة وكان التحسن بنسبة ستين بالمائة فهنا يمكنك أن تزيد الجرعة إلى حبة كاملة، أما إذا كان التحسن أكثر من ستين بالمائة -ما بين السبعين والتسعين بالمائة تقريبا- وزالت بعظم الأعراض فيمكنك الاستمرار في تناولها لفترة ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، وبعدها يمكن أن تتوقف.

وفقك الله وسددك خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات