السؤال
الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم:
أنا مصابة بالاكتئاب منذ خمس سنوات، متزوجة، ولدي ثلاث فتيات، وما أعانيه حاليا هو كثرة النوم، والعصبية، والحزن الشديد الذي يشعرني بالاختناق رغم استخدامي لأدوية الاكتئاب، ولقد زرت عدة أطباء من مصر والسعودية واليمن، لكن ما يحيرني هو عدم استجابتي للدواء، وهو سيروكسات (20) ومن قبل استخدمت سيبرالكس، ولكن لا أدري ما هو السبب؟
لقد تعبت من الأعراض التي أعانيها؛ لأنها تؤثر في حياتي جدا، فأرجو منكم الرد.
أسأل الله لكم التوفيق لما يحب ويرضى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، ونرحب بك في استشارات إسلام ويب.
أيتها الفاضلة الكريمة: أولا، لا بد أن يكون لك إرادة للتغلب على المرض وهزيمته، الاكتئاب لا بد أن يهزم، والاكتئاب يمكن أن يهزم إذا بنى الإنسان إرادة صارمة وقوية.
ومن الناحية النفسية والسلوكية: الإنسان هو مثلث، الضلع الأول: الأفكار، والضلع الثاني: المشاعر، والضلع الثالث: الأفعال. الاكتئاب يؤدي إلى أفكار سلبية ومشاعر سلبية، لذا يجب أن نفعل ضلع الأفعال: الإصرار على الإنجاز، الإصرار على القيام بالأعمال المنزلية على أفضل وجه، الإصرار على التواصل الاجتماعي، الإصرار على الصلاة في وقتها... وهكذا.
إذا من خلال التفعيل -مثلث الأفعال السلوكي- يستطيع الإنسان أن يبني مشاعر وأفكارا إيجابية، وحين يصل الإنسان لهذه المرحلة قطعا سوف يعزز أفعاله الإيجابية، وهذا ينعكس إيجابيا على مشاعره وأفكاره، وهكذا.
لا بد -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تأخذي هذا النموذج السلوكي.
النقطة الأخرى -وهي مهمة جدا-: لا تأسي على الماضي، ولا تخافي من المستقبل، واحرصي على أن تعيشي الحاضر بقوة شديدة.
نقطة مهمة جدا، وهي: تغيير الفكر، الفكر عامة، من فكر سلبي محبط إلى فكر إيجابي. الدنيا بخير، أنت لديك أشياء طيبة في حياتك، متزوجة، لديك الذرية، وهذه نعمة عظيمة جدا يجب أن تقدر، وتتحسسي جمالها.
النوم الليلي المبكر ذو فائدة عظيمة جدا على صحة الإنسان. الرياضة ضرورية ومهمة لعلاج ما نسميه بالاكتئاب التكاسلي من النوع الذي تعانين منه، هذا مهم جدا، أي رياضة متوفرة بالنسبة لك، رياضة تناسب المرأة المسلمة يجب أن تكون من الجزئيات الرئيسية في حياتك، ورياضة المشي من أفضلها.
التأكد من مستوى وظائف الغدة الدرقية من خلال فحص الدم، وكذلك نسبة الـ (هيموجلوبين Hemoglobin) ونسبة فيتامين (ب12)، وكذلك فيتامين (د)، هذه لا بد أن تصحح إن كان بها أي خلل؛ لأنها قد تكون من محفزات الاكتئاب.
النقطة الأخيرة هي الدواء، كما تلاحظين أنا لم أركز على الدواء، تركته لنهاية هذه النصائح، والدواء مفيد، يساهم في علاج الناس، معظم مضادات الاكتئاب مفيدة، لكن هنالك تفاوت وتباين في الاستجابات. ما دمت لم تستجيبي للـ (زيروكسات Seroxat) أو للـ (سبرالكس Cipralex) انتقلي لعقار (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) ربما يناسبك أكثر لأنه يولد طاقات جديدة في نفس الإنسان، يبعد التكاسل النفسي وكذلك التكاسل الجسدي، والجرعة في حالتك يجب أن تصل إلى أربعين مليجراما على الأقل.
إن لم تتحسني بعد تناول البروزاك لفترة لا تقل عن ثلاثة إلى أربعة أشهر، هنا يمكن أن تتوقفي عنه تدريجيا، وتنتقلي لعقار يعرف تجاريا باسم (سيمبالتا Cymbalta) ويعرف علميا باسم (دولكستين Dyloxetine).
قطعا استشارتك لطبيبك النفسي ستكون ذات أثر إيجابي عليك، واعرضي عليه ما ذكرته لك، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يوافق على الخطة العلاجية التي اقترحتها بالنسبة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.