زوجتي متعلقة جداً بإخوانها ولا توجد خصوصية في حياتنا الخاصة!

0 261

السؤال

السلام عليكم

لدي مشكلة من وجهة نظري كبيرة، تنغص علي حياتي، فلقد تزوجت منذ عام من امرأة مطلقة - عن حب-، ابنها شاب بعمر 20 عاما، وأنا لدي ابنان الأول 19 عاما والآخر 15 عاما.

ابني الأول يعيش معنا، ويعامل من قبل زوجتي معاملة طيبة، أما الآخر فما زال يعيش مع أمه في منزله الذي تركته لهم.

زوجتي الحالية مرتبطة جدا بإخوانها، وهم لها دائما لهم الأولوية في كل شيء، فقد لاحظت ذلك منذ بداية زواجنا، حتى أصبحت أشعر أنه ليس لي خصوصية في حياتي الخاصة، فعلي سبيل المثال لابد أن يعرفوا مثلا تحركاتنا أولا بأول، عن طريق إرسال رسائل لهم عبر الهاتف، فإذا سافرنا في مكان لابد أن ترسل لهم صورنا، وتحديد أين نحن، فلا أستطيع الاستمتاع معها بشيء، لأنها ليست معي كليا، وإذا احتفلنا بمناسبة لابد أن ترسل لهم صور تلك المناسبة، وكذلك إذا طهت لنا لابد أن ترسل صور الأكل لهم، وهكذا، ولا تكف عن الحديث معهم عبر الهاتف أو الشات، ولا تكف عن الحديث عليهم معي أو إقحامهم في أي موضوع معي!

لقد رزقنا الله بطفل منذ شهر، وتتبع معه نفس الأسلوب، فما أكاد أداعبه حتى إنها تصوره وتبعث صوره لهم، ورزق أخوها منذ أيام بطفل أيضا فما أكاد أثني على ابننا إلا وأفاجأ بها تقول: ولكن ابن أخي جميل أيضا!!

ذلك غير اتفاقاتها مع إخوتها على أننا سنتقابل مثلا دون أن تخبرني مسبقا فأعرف أنا من إخوتها فأصدم!

زوجتي تعمل وأخذت إجازة بسبب طفلنا -حفظه الله- فأفاجأ بهاتف من زملائها "رجال" في العمل، في المساء يستفسرون عن أشياء في العمل! وكذلك رسائل من نوعية الأدعية يوم الجمعة، وقد دعوتها للتوقف عن ذلك لأن ما كان يصح قبل زواجنا فلا يصح الآن، وكان ردها أن ذلك شيء طبيعي بين زملاء العمل وليس شخصيا.

لفت نظرها عدة مرات ولكن بلا نتيجة، علما أني أعاملها معاملة حسنة جدا، وأقدرها، ولكني لا أستطيع تحمل ذلك الوضع.

علما أنها بدأت تهملني وتهمل بيتنا إلى حد كبير، فيوما تكون مهتمة وشهرا لا تهتم.

أفيدوني، ماذا أفعل؟ وهل أنا محق؟ يرحمكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فريد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وإن يهدي النساء والرجال، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

نقدر مشاعرك ونحمد فيك غيرتك، ونحيى فيك روح السؤال قبل الدخول في خصام، ونؤكد أن العلاج قد يحتاج إلى بعض الوقت، ومن المهم جدا استخدام الحكمة والتدرج في المعالجة حتى يحصل لك ما تريد.

أرجو أن تتجنب الرسائل التي تصل بطريقة خاطئة، فحرصك على حفظ أسرار المنزل قد تفهم منه أنك لا تحب إخوانها، وأنك لا تثق فيها، وأنك شخص معقد...الخ.

ما أكثر مداخل الشيطان! ولا شك أن حبها لإخوانها وتواصلها معهم مطلب شرعي، وربما تعمقت الصلات وزادت في فترة طلاقها قبل زواجك بها، فمن للأخت بعد الله غير إخوانها؟!

أما بالنسبة لتواصل ما يسمى بالزملاء معها فهو مرفوض شرعا، والتخلص منه قد يحتاج إلى وقت، ونتمنى أن تشعرها أنك تحبها وتغار عليها، وتريد أن تكون لك وحدك، وأنها تستحق كل ذلك، والمشاعر والتعبير عنها أساس في النجاح والإصلاح.

لا يخفى عليك أن المسلسلات تركت آثارا سالبة، حتى أصبحت الغيرة التي هي ركن الحب الركين عبارة عن شك وعقد نفسية، وسوء ظن، هكذا يفهم الجهلاء، وهذا ما نخشاه في مثل هذه الأحوال، وقد أسعدنا أن التواصل الحاصل متعلق بالعمل بالإضافة إلى الأدعية والأذكار، ومع ذلك فمن الحكمة دعوتها للانسحاب من القروبات ومجموعات التواصل التي فيها رجال، احتراما لمشاعر الزوج وغيرته، وتحقيق المطلب الشرعي، بالإضافة إلى أن الشيطان حاضر، ويجري من ابن آدم مجرى الدم، والسلامة لا يعدلها شيء.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم عليك بحسن التواصل مع أهلها، ووفر لها الأمن والحب، وسوف تغمرك بالتقدير والتقديم والاحترام.

نتمنى أن تأخذ كل مسألة حجمها المناسب، ولا تنزعج من إرسال صور طفلها لأهلها، فالحياة الزوجية قطار سريع، لا يتوقف عند المحطات الصغيرة، ونسأل الله أن يؤلف القلوب ويغفر الذنوب، ويبارك لكم في الطفل الموهوب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات