عدم تناسق جسمي سبب لي الحزن والإحراج، فما الحل؟

0 393

السؤال

السلام عليكم..

لدي مشكلة جسدية أعاني منها بشدة، وقد سببت لي عقدة نفسية وإحراج، وقللت من ثقتي بنفسي بشكل كبير، ولم أشعر يوما بالراحة النفسية من جسمي، فبعد البلوغ زاد وزني، لكن السمنة تركزت في منطقة الفخذين بصفة أكثر من العادي ودون باقي الجسم.

وزني لا يعتبر زائدا عن الحد الطبيعي، ولكن توزيع الشحوم ليس بالشكل المتوازن، وإنما يتركز فقط في البطن والفخذين، ومن ناحية أخرى لدي ضمور في عضلات اليدين، وصدري صغير جدا جدا، وحاليا طولي 157 سم، ووزني 64 كغ، وقد يصل أحيانا إلى ال70 ، وقد ينزل أحيانا إلى 56 كغ.

لم أستطع الوصول إلى للرشاقة مهما حاولت، فأصبت بالإحباط، فكل جسمي ينحل وتذوب الشحوم من كل مكان إلا منطقة الفخذين تأبى أن تتغير إلا بنسبة تكاد لا تلاحظ، كما أني لم أستطع أن ألتزم بممارسة الرياضة؛ لأني لا أتحملها طويلا، ولا أجد مكانا مناسبا لذلك.

والدتي جسمها كذلك بل أسوأ، فتقريبا ليس لديها صدر رغم امتلائها من أسفل، وأظن أن مشكلتي سببها الرئيسي وراثي، لذلك أنا خائفة أن أبقى هكذا.

وأشك بوجود مشاكل في الهرمونات الأنثوية بأنها لا تفرز بالشكل الكافي، فهل يمكن أن يكون هذا هو السبب؟ خاصة وأن الثدي عندي لا يكبر أبدا، وحجمه صغير، حتى حين كان وزني مرتفعا، والآن بعد أن أنقصت وزني أصبح أصغر بكثير.

ماذا يمكنني أن أفعل؟ أرجوكم لا تبخلوا علي بالعون، أنا في حالة نفسية سيئة، وأكره الزواج بسبب هذا، ولا أعتقد أني قد أعجب زوجي، لأن جسمي ليس متناسقا، فلا هو ممتلئ كله، ولا هو نحيل كله.

في الخارج بطبعي أرتدي الساتر، ولكن في المنزل كذلك حتى أمام صديقاتي وقريباتي؛ لأني أخجل من شكلي، ولا أستطيع أن أرتدي ملابس الفتيات العادية، بل أرتدي الواسع جدا، ولا أعتقد أني سأكون مرتاحة مع زوجي، لأن جسمي قبيح.

كما أن مشكلتي الأخرى هي السليوليت في المنطقة السفلية، وذلك بسبب التغير الدائم في وزني، وقد سمعت أن الميزوتيرابي هي الحل في حالتي، إلا أني أنفر منه، لأنني قرأت بأنه بعد أن تتفتت الدهون في المنطقة يبقى مصيرها مجهول في الجسم، وقد يكون لهذا ٱثار جانبية أو مخاطر، فما رأيكم في هذا الكلام؟ وهل هو صحيح؟

سبب لي هذا الأمر حزنا، وجعلني أحرم من التصرف بحرية وثقة، وحرمت بسببه من العديد من الأنشطة، وإن لم أستطع إصلاح جسدي فلن أتمكن من إسعاد زوجي أو إسعاد نفسي، فهل هناك حل؟ وهل سيبقى جسمي هكذا طول العمر؟

وجزاكم الله عني خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lapis lazuli ll حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتي العزيزة:
يجب أن تعلمي أن الهرمونات الأنثوية الطبيعية وتكوين الأنثى الطبيعي هو الذي يجعل الحوض والفخذين والأرداف عند الفتيات والسيدات أكبر وأوسع ثم يضيق الجسم عند الخاصرة والوسط؛ ليعطي الفتاة جسما كمثري الشكل، ولا يمكن التخلص من تلك الخاصية لحوض المرأة، ولكن فقط يمكن من خلال إنقاص وزن الجسم من 64 كجم إلى ما فوق الخمسين للحصول على حوض أقل، ولكن هذا هو جسم المرأة، ولا يمكن تغيير طبيعته؛ لأن عظام الحوض متسعة من الداخل لاستيعاب الرحم أثناء الحمل، وللسماح لرأس الطفل بالنزول من الحوض أثناء الولادة، عكسه تماما حوض وبطن الرجل الذي تشبه التفاحة وليس الكمثرى.

وعموما محيط الخصر المثالي ( حول السرة ) يساوي نصف الطول - 15، ومحيط الأرداف المثالي يساوي نصف الطول + 6 تقريبا، وعليك فقط من خلال الحمية ومن خلال ممارسة الرياضة إنقاص 10 كجم من وزنك، وسوف تحصلين على جسم رشيق، مع تجنب مشاكل السمنة والوزن الزائد التي تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية.

وبالنسبة للبقع التي تظهر نتيجة الشد على الأنسجة في بعض مناطق الجسم، وتسمى السيليوليت Cellulite:
يمكنك استعمال كريم REVITOL Cellulite Cream، وهناك أيضا كريم Selevax، وهناك كذلك كريم Mederma ، مع تجربة الخليط المكون من العسل، والخميرة، والليمون، وزيت الزيتون، حيث أن لهذا القناع فائدة كبيرة في نعومة البشرة -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.
___________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ عطية ابراهيم محمد -استشاري طب عام وجراحة وأطفال-.
وتليها إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة/استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-.
___________________________________________

بالفعل -يا ابنتي-:
إن للوراثة الدور الرئيسي في شكل جسمك، وأؤكد لك بأنه ليس ناتجا عن خلل هرموني، بل هو ناتج عن مورثات انتقلت إليك عن طريق والدتك، فبعض المورثات تعمل بشكل مسيطر، أي يكفي أن تكون موجودة عند أحد الوالدين فقط، حتى تظهر تأثيراتها الكاملة على أطفالهم، سواء كانوا ذكورا أم إناثا.

كما أؤكد لك على أن صغر حجم الثدي عندك أيضا ليس ناتج عن خلل هرموني، فطالما أن البلوغ قد حدث وبشكل طبيعي، وأن الدورة تنزل؛ فهذا يعني بأن الهرمونات طبيعية.

كما أن حجم الثدي يتحدد أيضا بعوامل وراثية، والوراثة لا تأتي فقط من جهة الأم، بل تأتي من جهة الأب (العمات والجدة من الأب)، ومن بقية شجرة العائلة، والوراثة هنا تكون تراكمية، أي تتحكم فيها أكثر من مورثة، وليس مورثة واحدة، تماما كما يحدث في لون الجلد ولون العينين.

والحقيقة التي أود أن أوضحها لك هي: أنه لا يوجد بين يدينا لغاية الآن أي علاج فعال يغير شكل الجسم - وللأسف-، فحتى العمليات التجميلية من شفط الدهون وغيرها فإن تأثيرها سيكون مؤقتا، ولن تكسبك الشكل الذي ترغبين به تماما، بل ستعود الدهون لتتشكل ثانية، لأن المورثات في خلايا جسمك مبرمجة للعمل على هذا الشكل.

ولكن بالنسبة للثدي:
فهنالك عمليات ناجحة لتكبيره، فإن كنت تشعرين فعلا بأنه ضامر جدا؛ فيمكن إجراء عملية تكبير له عن طريق زرع حشوات، وهذا النوع من العمليات لا يؤثر على وظيفة الثدي فيما بعد، أي لا يؤثر سلبا على الحمل والإرضاع -بإذن الله تعالى-.

نصيحتي لك –يا ابنتي- هي بتغيير نظرتك نحو جسمك، فالمشكلة الحقيقية عندك هي ليست في شكل جسمك، بل هي في نظرتك إلى هذا الجسد، ويجب عليك أن لا تضخمي الأمر بهذا الشكل، فها هي والدتك تملك نفس شكل جسمك، وقد تزوجت وأنجبت، فليس كل الرجال يبحثون عن زوجات بمواصفات مثالية في الجسم، وحتى المرأة التي تملك جسدا مثاليا، فهل تضمن أن يبقى جسدها على حاله؟ ألا يمكن أن تصاب بعلة بين يوم وليلة -لا قدر الله- فيتشوه هذا الجسد؟

ولأني لا أريدك أن تنظري فقط إلى النصف الفارغ من الكوب، بل إلى النصف المملوء منه أيضا -كما يقال-، فإنني أحب أن أقول لك معلومة، علها تساعدك في قبول نفسك، وهي: لقد أظهرت الدراسات الطبية الحديثة وبشكل لا يدع مجالا للشك، بأن المرأة التي تمتلك جسما على شكل الإجاصة، أي يكون فيه الجزء السفلي أسمن من الجزء العلوي (حتى لو بشكل كبير ,كما هو الحال عندك)؛ فإن صحتها العامة ستكون أفضل بكثير من غيرها في مرحلة الشباب، وعلى المدى البعيد قد تبين بأن المرأة التي تملك القوام الإجاصي الشكل أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية والسكري والضغط في كل مراحل عمرها، وهذه الأمراض هي السبب الأول في الوفيات عند البشر.

بمعنى مختصر: أن هؤلاء النسوة هن أكثر صحة من بقية النساء، وهل هنالك شيء أهم من الصحة -يا ابنتي-؟

لذلك نصيحتي لك -أيتها العزيزة- هي بالرضا بما قسمه الله لك، وشكره جل وعلا على ما حباك به من نعم كثيرة أخرى قد لا تكوني مدركة لها الآن، وأهمها نعمة الصحة والعافية، والتي أتمنى دوامها عليك -إن شاء الله تعالى-.

مواد ذات صلة

الاستشارات