السؤال
السلام عليكم
منذ الصغر وشخصيتي ضعيفة جدا، مما أدى إلى فشلي دراسيا.
كانت أختي الأكبر مني متفوقة واجتماعية، مما جعل أمي وأبي لا يعترفون بي، ولا يعيرونني أي اهتمام.
يؤلمني ذلك كثيرا، حتى في مناسباتنا الاجتماعية يخاطبون أختي، ويفتخرون بها ولا يهتمون لما أقول، ينظرون إلي بسخرية، حتى إن أبي كان يفتخر بها أمام أقاربه كثيرا، وأمي كانت تأتي إلى المدرسة وتسأل عن أختي، ولا تسأل عني، ولا تهتم بي!
كان ذلك يؤثر في كثيرا، مما جعلني أستسلم, وعندما كنت في الثانوية حاولت أن أغير من نفسي وأثبت لهم أنني سأجعلهم يفتخرون بي، قرأت كتبا عن تطوير الذات والثقة بالنفس، وتغيرت، والحمد لله، تفوقت.
أما في الجامعة فقبلت بتخصص لا أرغب به، وتحطمت كثيرا واستسلمت، أشعر بأنني مهمشة جدا، أريد أن أتطور أريد أن أكمل الدراسات العليا، لكن لا يوجد في كليتي ما يشجع على ذلك، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يعينك على اكتشاف القدرات والملكات التي خصك بها الكريم المتعال، ونسأل الله أن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
أعجبنا تجاوزك للصعاب، وسعيك في تطوير نفسك وإجبار من حولك على احترامك، وهذا ما يؤكد لنا ولك أن الإنسان يستطيع أن يجعل الآخرين يحترمونه، فسيري على بركة الله واعلمي أن كل التخصصات مطلوبة، ولكننا بحاجة إلى من يتميزون ويتفوقون، لأن أمتنا بحاجة إلى مبدعين ومبدعات، يضيفون الجديد والمفيد.
أرجو أن تهتمي بتطوير نفسك والتزود بالثقافة الشرعية والمهارات الحياتية، وتذكري أن المستقبل بيد الله.
قومي بما عليك تجاه والديك، ونتمنى أن لا يحملك ما حصل من تفضيل لأختك على كرههم، واحمدي الله الذي أعانك على تجاوز تلك الصعاب، وغدا سيرزقك المنعم المتفضل برجل صالح يكرمك ويقدرك، وتعوذي بالله من شيطان يحاول أن يحزنك ويسعى في شغلك عن التعرف على النعم حتى لا تقومي بشكرها فعاملي عدونا بنقيض قصده وتعوذي بالله من شره.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واستعيني به وتوكلي عليه، وأصلحي ما بينك وبينه ليصلح لك ما بينك وبين الناس، واعلمي أن ما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.