مغص، انتفاخات، انسداد أنف، خفقان قلب، فهل هي أعراض مرضٍ نفسي؟

0 155

السؤال

السلام عليكم.
منذ سبع سنوات وأنا أعاني من بعض الأعراض:

مغص كل صباح ومتكرر طوال اليوم، انتفاخات دائمة ولا أرتاح حتى بعد الإخراج، بياض في اللسان، انسداد جيوب أنفية خصوصا في الصباح، ألم فوق السرة جهة اليسار، خفقان في القلب، وألم في المفاصل
والصفاق إذا لعبت كرة.

جميع التحاليل سليمة، والمنظار من تحت ومن أعلى سليم أيضا.
فهل هذه أعراض مرض نفسي؟ علما بأن لدي وساوس دائمة وأرق وقلق وتوتر، وما هو العلاج المناسب؟ وما اسم الحالة؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ aziz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك مفهوم طبي يتحدث عن أنواع من الأمراض والحالات والأعراض النفسية أدق، وأفضل ما يمكن أن يسمى به بأنها أمراض نفسوجسدية (سيكوسوماتية Psychosomatic) ويقصد بذلك أنه توجد أعراض جسدية، قد تكون منفردة، وقد تكون متعددة ومختلفة، وفي ذات الوقت يوجد عامل نفسيا، يعني توجد أعراض جسدية جسمانية عضوية، مع وجود أعراض نفسية، وأكثر عرض نفسي يوجد في هذه الحالات هو القلق والتوتر أو المخاوف، لذا يعتقد -وبصورة جازمة- أن القلق والتوتر هو الذي يؤدي أو يساعد في ظهور الأعراض الجسدية، وخاصة الأعراض المتعلقة بالجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي، وموضوع تسارع ضربات القلب، والآلام الجسدية المختلفة.

إذا حالتك -أيها الفاضل الكريم- لعب القلق والتوتر فيها دورا كبيرا، أعراض المغص الصباحي: هذا غالبا تكون ناتجة عما يعرف بالقولون العصابي. وخفقان القلب، وبما أن جميع الفحوصات سليمة، التوتر يؤدي إلى زيادة في نبضات القلب، وهذا أمر مؤكد ومعروف، وذلك من خلال التأثير على الجهاز العصبي اللاإرادي وزيادة إفراز مادة الأدرينالين (adrenaline).

الحمد لله تعالى أن فحوصاتك كلها سليمة وجيدة، وحتى الجانب النفسي -القلق والتوتر ووجود شيء من الوسوسة- هذا يمكن تجاوزه تماما، والمطلوب منك هو تنظيم وقتك، النوم مبكرا، أن تعبر عما بداخل نفسك ولا تكتم، ولا تحتقن نفسيا، خاصة الأشياء البسيطة الغير مرضية، عبر عما بنفسك أولا بأول، النفس تحتاج لنوع من التفريغ عن طريق التعبير.

وأمر مهم جدا وهو الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري، هذه تؤدي تماما إلى تحجيم الأعراض النفسوجسدية.

أخي الكريم: اجعل لحياتك معاني عظيمة، معاني نبيلة، احرص على عباداتك، احرص على تواصلك الاجتماعي، صلة رحمك، تطوير ذاتك، تنظيم غذائك، يعني (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)، هذا كله قطعا يساعدك كثيرا في زوال هذه الأعراض، وأنت بفضل من الله تعالى لديك العمل، لديك الأسرة الطيبة الصالحة -إن شاء الله تعالى- وهذه عوامل استقرار مهمة تؤدي تماما إلى تقليص الأعراض النفسوجسدية.

وأنصحك -أخي الكريم- أن تقوم بمقابلة طبيبك بصفة دورية -طبيب الباطنية أو طبيب الرعاية الصحية الأولية- مثلا مرة واحدة كل 6 أشهر، لإجراء الفحوصات العامة، هذا أيضا يدفعك دفعا إيجابيا، ويجعلك تكون أكثر اطمئنانا فيما يتعلق بصحتك.

العلاجات الدوائية، مزيلات القلق ومحسنات المزاج، وجد أنها جيدة وتساعد في علاج هذه الحالات، فهنالك دواء يعرف تجاريا باسم (جنبريد genprid) موجود بالمملكة العربية السعودية، وهو منتج سعودي ممتاز جدا، ويعرف أيضا تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) أراه سيكون دواء جيدا ومناسبا لك.

الجرعة هي: 50 مليجرام (كبسولة واحدة) تناولها ليلا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولة صباحا وكبسولة مساء لمدة 3 أشهر، ثم كبسولة صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وختاما -أخي الكريم- أرجو أن تأخذ بكل المسارات والمحاولات والوسائل العلاجية، حيث إنها تكمل بعضها البعض (الدواء، التوجيه السلوكي، الالتزام الديني، التطور الاجتماعي) كل هذه تساعد بعضها البعض لتؤدي إلى نتائج علاجية إيجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات