السؤال
السلام عليكم.
عمري 22 سنة، مخطوبة ومحتارة، خطيبي جيد، وعصبي قليلا، لكنه يحبني.
المشكلة أني جلست أفكر في حاجات كثيرة أريدها، أريد شقة محترمة، وأريد أن أفرح، وغيرها من الحاجيات، وخطيبي حالته متعبة جدا.
فأنا محتارة، هل أكمل معه وأعمل بنصيحة من يقول: خذوهم فقراء يغنيكم الله أم أنتظر فرصة أحسن؟ أنا في صراع مع نفسي، وخائفة أن أتركه ويأتيني رجل غني لكن لا أرتاح معه.
ومشكلة أخرى وهي: أني أصلا أعاني من سواس قهري حول الموت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ elshimaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاحرصي أن يكون شريك حياتك صاحب دين وخلق، كما أرشدنا لذلك نبينا عليه الصلاة والسلام فقال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فصاحب الدين والخلق إذا أحب المرأة أكرمها، وإن كرهها سرحها بإحسان، والدين والخلق هما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وإياك أن تغتري بالصفات الثانوية، ولتكن طلبات الزواج بالمعقول، وابدؤوا بالأهم فالمهم، ولا تبذروا بالمال فيما لا فائدة فيه، فالتبذير محرم، وأنتم أحق به في تأسيس بيتكم.
ولا شك أن الله تعالى يعين الزوجين، قال تعالى: (وأنكحوا الأيامىٰ منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)، وعليك بصلاة الاستخارة وهي ركعتان من دون الفريضة، بحيث يكون قلبك غير ميال لأحد الطرفين (الموافقة أو الرفض)، ثم ادعي بالدعاء المأثور، وامض على بركة الله، فإن سارت الأمور بيسر وسهولة فاعلمي أن الله قد اختاره زوجا لك، وإن تعسرت الأمور وأغلقت الأبواب فاعلمي أن الله قد صرفه عنك، وكوني على يقين أن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، فإن لم يكن خطيبك صاحب دين فنصيحتي فسخ الخطبة، فأنتم لا زلتم في فسحة من أمركم، وسنك لا يزال صغيرا، وسيأتيك رزقك ونصيبك بإذن الله.
وهذه وصيتنا لك بتوثيق الصلة بالله بالأعمال الصالحة من صلاة وصوم وتلاوة للقرآن، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، وتضرعي لربك بالدعاء أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، وأسأل الله تعالى أن يختار لك ما فيه الخير.
والله الموفق.