السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشكر لكم جهودكم الطيبة، وأشكر لكم هذا الموقع الطيب الذي دوما أجد فيه النصح والإرشاد، وأرجو من حضرتكم التطرق لجميع جوانب مشكلتي؛ حيث إن الاستشارات الأخيرة التي تلقيتها كانت جزئية على خلاف الاستشارات التي تلقيتها في الماضي من موقعكم الطيب، وعذرا على الملحوظة.
خلفية:
وضعي حاليا: عمري 31 سنة، وحاصلة على لقب ثان في حل الصراعات الدولية، زوجة وأم لطفل، شكلي لائق، ووضع مادي مرتاح -والحمد لله- والعلاقة الزوجية مستقرة بشكل عام. وحاليا لا أعمل، فقد قررت أن أتفرغ لطفلي؛ حيث إنه لا يزال عمره ستة أشهر فقط، ونعيش بعيدا عن العائلة.
الماضي: أب عنيف، متسلط، متحرش جنسيا، تخلى عن مسؤوليته تجاهنا بعد انفصاله عن والدتي عندما كنت في الـ (14)، وأم سلبية ومعنفة.
المشكلة: الجميع دون استثناء ينظر إلي بأنني واثقة من نفسي، حازمة وصارمة، ولا أهاب الحديث والمبادرة، لكن أحيانا كثيرة وليس نادرا أستشعر تراجعا حادا بثقتي بنفسي، بحيث أخاف من إبداء رأيي؛ خوفا من النقد، وأجد نفسي أفكر كثيرا بماذا سيقولون؟ أجد نفسي أهيئ نفسي وأهيئ جوابا لرد الفعل الذي تخيلته من الآخرين، وهذا يمكن أن يستهلك مني طاقات كبيرة.
أحيانا أسكت عن حقي، وبعدها ألوم نفسي طويلا، مثلا: ضايقني جدا بأن الممرضة لم تبدل القفازات قبل أن تأخذ لي عينة دم، ورغم أنني مدركة للمخاطر الطبية سكت، وبعدها غضبت جدا على نفسي، وظللت أفكر بما حدث أياما طويلة، ومواقف عديدة كهذه تتكرر.
أحيانا أخاف من المواجهة؛ فأجدني أتردد في بعث رسالة لرؤساء العمل، أو أقوم بإنهاء علاقة عمل عن طريق الإيميل.
خوفي من المواجهة دائما يكون مع من هم في مكان سلطة أو غريبين عني، وليس مع المحيط القريب مثل الزوج والأصدقاء والعائلة، بل مثل: رئيسي في العمل، الطبيب، زميل أو ند، محاضر في الجامعة، وأفكر كثيرا برد فعل الشخص الآخر، وأجدني أفضل الكتابة على الاتصال، والاتصال على اللقاء، ورغم أنني أجد هذه السمة واضحة في شخصيتي، وتؤثر على سير حياتي بشكل كبير إلا أن الآخرين لا يلحظونها، فربما السبب أنني لا أشارك الآخرين بدوافع أفعالي، وربما لأن الجزء الحازم وقدرتي على الحديث والحوار هي السمة البارزة أكثر بشخصيتي.
ما تفسير حالتي هذه؟ وكيف يمكنني التغلب على حالة التراجع هذه بالثقة بالنفس وعلى مخاوفي؟ وكيف يمكنني أن أتصرف بطريقة أبسط دون أن يدور في رأسي سيناريو طويل لكل فعل أو عن كل رد فعل متوقع؟ وللأسف حاليا ليس لدي إمكانية الذهاب للطبيب النفسي، والبدء بجلسات علاجية.
جزاكم الله عنا خيرا.