السؤال
السلام عليكم.
أريد أن أستشيركم بخصوص الوسواس القهري والقلق.
أنا أعاني من الوسواس، خاصة في الصلاة، وتكرار أفكار دون السيطرة عليها، كما أني أعاني من القلق والتفكير، وبعض الأحيان أعاني من الرهاب الاجتماعي، لكن كلها بنسبة ليست كبيرة، ولا أستطيع التخلص من الأفكار والقلق بشكل كامل، مما يؤدي إلى الشعور بالضغط وعدم الشعور بالراحة وتقلب المزاج كثيرا.
قرأت بموقعكم المحترم عن دواء بروزاك، فهل تنصحوني به؟ وكم الجرعة المناسبة؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.
المبدأ العام هو تحقير الوسواس وتجاهله وعدم نقاشه، وعدم تفصيله وتحليله، الانتهاء عنه، الاستعاذة بالله تعالى منه، وعدم الاسترسال معه.
نقاش الوسواس ومحاولة وجود أسباب له تزيد من حدته، أغلق عليه بأن تخاطبه مباشرة -تخاطبه مخاطبة ذهنية؛ لأنه يأتيك في ذهنك- قل له: (أنت وسواس حقير، لن أتبعك أبدا، صلاتي صحيحة، وأنا -إن شاء الله تعالى- أصلي كما كان النبي يصلي النبي صلى الله عليه وسلم)، أرسل إلى نفسك مثل هذه الرسائل -أيها الفاضل الكريم-، واحرص على صلاة الجماعة في المسجد، بل في بعض الأحيان تفكر وتأمل كأنك أنت الذي تصلي بالجماعة، هذا وجدناه مفيدا جدا.
وأنصحك أيضا أن تصلي بعض النوافل في البيت، وتصور نفسك بالفيديو أو عن طريق الجوال مثلا، صور نفسك وأنت تصلي ركعتين سنة، سلم ثم صلي مرة أخرى ركعتين، ثم بعد ذلك شاهد ما صورته، سوف تجد أن صلاتك صحيحة وصحيحة جدا. هذا يرسخ في ذاتك أن الوسواس فعلا يجب أن يحقر، ويجب ألا يتبع، وأنك -إن شاء الله تعالى- بخير.
وتجنب سجود السهو، العلماء جميعا أفادوا في هذا الخصوص وذكروا أن الموسوس لا يشرع له سجود السهو، لأنك بذلك تتبع ما يوسوس لك، ولن ينتهي بل سيزيد.
عليك بالرياضة، الرياضة ممتازة جدا، تزيل القلق، والقلق هو المولد الحقيقي للوساوس، اختلط بأصدقائك، مارس الرياضة -كما ذكرنا- تفاعل مع الآخرين، أشغل نفسك، لا تعطي أبدا مجالا للفراغ -أيها الفاضل الكريم-.
بالنسبة للـ (بروزاك Prozac)؛ نعم دواء ممتاز، عقار فاعل جدا في تفتيت الوساوس، والبروزاك يسهل عليك الانخراط في الآليات والعلاجات والوسائل والسبل السلوكية المختصرة التي تحدثنا عنها، لكنها مفيدة جدا.
إذا كان عمرك أكثر من 20 عاما؛ ابدأ في تناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعل الجرعة 40 مليجرام، تناولها يوميا لمدة 3 أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة 3 أشهر أخرى، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.