تغير جسمي، فأصبحت أكره شكلي وأشعر بالكره تجاه من حولي، فما الحل؟

0 249

السؤال

السلام عليكم..

أتمنى تساعدوني.

منذ شهر رمضان أصبحت أكره شكلي بطريقة غير طبيعية، وعندما أنظر في المرآة أرى نفسي وكأني وحش، مع أني كنت أحب شكلي جدا، فملامحي جميلة، صحيح أني كنت ممتلئة، ولكني كنت واثقة من نفسي، وشعري أيضا جميل، ولكني بعد ذلك أصبحت نحيفة، وشعري أصبح يتساقط بشكل غير طبيعي من جذوره.

وعندما ذهبت للمستشفى وأجريت التحاليل كانت سليمة، ولكن انتقادات الناس لا ترحم، فقد أصبحوا يعلقون على نحافتي، وأني أصبحت مسمرة أكثر من ذي قبل، ويشبهوني بالبطة السوداء القبيحة بين أخواتي، وأنهن بيضاوات وأنا سمراء، مع أن بشرتي حنطية اللون، فأصبحت لا أخرج معهم، ولا أقابل الناس.

وأحبس نفسي في غرفتي وخصوصا بعد وفاة أمي، وبدأت أشعر بالاكتئاب، وأكره كل شيء، وأغضب لأتفه الأمور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى 20 n حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، ومعذرة على التأخير بالجواب بسبب المرض.

لاشك أن وفاة الأم بالنسبة للفتاة الشابة لأمر صعب جدا، أعانك الله، ورحم الله والدتك، وأسكنها فسيح جناته، ولاشك أنك تفتقدينها هذه الأيام، وهذا واضح من سؤالك، أعانك الله.

ومن الأمور الصعبة جدا على الإنسان أن يكون في حالة لا يتقبل فيها نفسه، فكيف يطلب من الناس قبوله ومحبته وهو لا يتقبل نفسه؟! وكلاهما أمر هام.

جاء رجل مرة للرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وسأله دلني على عمل إذا عملته أحبني الناس، فلم يقل له عليه الصلاة والسلام ما لك ولمحبة الناس، وإنما أشار عليه بطريقة لكسب محبة الناس فقال: "إزهد فيما أيد الناس يحبك الناس"، فمحبة الناس وقبولهم للشخص شيء نفسي فطري طبيعي.

فلابد لك، وقبل أي شيء آخر أن تبدئي "بحب" هذه النفس التي بين جنبيك، وتقبلي نفسك وشكلك، وأن تتقبليها كما هي، فإذا لم تتقبليها أنت فكيف للآخرين أن يتقبلوها؟!

مارسي عملك بهمة ونشاط، وارعي نفسك بكل جوانبها وخاصة نمط الحياة، من التغذية والنوم والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، وأعطي نفسك بعض الوقت لتبدئي تقدري نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعرين بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك.
حاولي أن تتذكري الإيجابيات التي عندك ولا تركزي فقط على نصف الكأس الفارغ، وواضح من سؤالك أن عندك العديد من الإيجابيات، فاذكريها، أو حتى اكتبيها على ورقة وذكري نفسك بها بين الحين والآخر.

وتذكري أن تجنب الخروج من البيت، وتجنب لقاء الناس لا يحل من الأمر شيئا، بل على العكس تزيد المشكلة وتتعمق، مما يدفعك للمزيد من الهروب وتجنب الناس، فأقبلي على الناس، وافتخري بما وهبك الله تعالى، وإذا اعترض الناس على شكلك، فهم يعترضون على خلق الله تعالى، فأنت لم تخلقي نفسك كما تريدين!

وفقك الله للخير، وأنزل عليك سكينته وشعورك بالأمن والأمان، ومحبة الناس.

مواد ذات صلة

الاستشارات