السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة ترددت كثيرا في طرح مشكلتي خوفا من إجابتكم أن تكون سلبية، لكن توكلت على الله وأرسلت.
سأدخل سن الـ 23 عاما، ولا زالت المشكلة تؤرقني، بداية أنا إنسان قضيت طفولتي غالبا عن أهل والدتي، أعمامي وأبناء أعمامي علاقتي معهم جدا سطحية، عندما أصبح عمري 15 عاما، والدي كان يوبخني لماذا لا أضيف أعمامي إذا أتوا إلى منزلنا، فقد كنت صغيرا، ودائما أتهرب.
عندما أصبح عمري 17 سنة والدي أجبرني على الذهاب إلى المناسبات، فكان يحصل لي ربكة وقلق، وخوف من مواجهة الناس في المناسبات.
الآن عمري 23 عاما، ولا زالت المشكلة موجودة في، بل زادت سوءا، فعندما يخبرني أهلي أن هناك زواجا أو مناسبة خلال الأسبوع القادم؛ أبدأ أفكر في كل لحظة، وأحاول أن أتجنب الذهاب، وأفكر كيف سأدخل، وإن دخلت أسلم على من وأترك من، كيف أسلم على أعمامي، كيف أسلم على أبناء العمومة، وأنا لا أعرف حتى أسماءهم، فهل أجلس هنا أو هناك، أم أقف!!
غالبا في المناسبات أقف عند باب القاعة بحجة الترحيب بهم، وأسلم على كل من يدخل، وإذا جاء وقت العشاء لا أدخل؛ لأني لا أعلم أين أجلس، وعند أي مناسبة لأي قريب لي تأتيني ضيقة في صدري، وأحمل هم الذهاب.
خالاتي وأخوالي إذا والدتي طلبت مني أن آتي لأسلم عليهم أسأل أولا كم عدد الموجودين، إذا كانوا 2 أو 3 أذهب مع خوف بسيط، لكن بمجرد الجلوس معهم الأمور تكون طيبة؛ لأني أعرفهم منذ الصغر، فأهلي أصبحوا يقربون فكرة الزواج في رأسي، ومن يومها -والله- وأنا بشكل مستمر أفكر في الزواج ماذا أفعل في ليلة الزواج، وأين سأجلس، وكيف سأسلم على الضيوف، وأنا عريس هل أعمل عرسا عائليا، فإذا عملته عائلي ظهرت لي 1000 مشكلة، وإذا عملته في قاعة ظهرت لي 2000 مشكلة.
علاقاتي مع الناس والزملاء أعتبرها جيدة جدا، وأعرف كيف أتصرف إذا ذهبت إلى شركات أو دوائر حكومية، وأصدقائي علاقتي بهم ممتازة، وقد حصلت لي حادثة مع صديق طلب مني الحضور لزواج أحد أقاربه فلم أتردد أبدا، ولم يكن هناك خوف أو تفكير؛ لأني كنت سأذهب مع صديق للمناسبة، تفاجأت باعتذاره عن الحضور، فقلت في نفسي لا يوجد مشكلة سأذهب.
عندما وصلت للقاعة ووقفت عند الباب كنت متأخرا، والقاعة أصبحت ممتلئة عن بكرة أبيها؛ فأصبحت الأفكار تراودني ماذا أفعل، هل أسلم على الجالسين أم أذهب إلى العريس مباشرة، ترددت وجاءتني ضيقة؛ فرجعت وركبت سيارتي، وأول ما ركبت انزاح هم مثل الجبل عن ظهري، وكنت أظن المشكلة فقط مع الأقارب، لكن بعد هذه الحادثة حزنت على نفسي كثيرا.
أسأل الله سبحانه أن يريح بالي وبال كل من يعاني من هذه المشاكل.
جزاكم الله خيرا.