هل الذي أعاني منه من أفكار غريبة يعتبر مرضاً نفسياً؟

0 181

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من توتر واضطراب في النوم، وكره للذات وأفكار جدا مزعجة تلازمني منذ ثلاثة أشهر.

الأفكار عبارة عن سبب وجودنا هذه اللحظة، علما أني رجل ذكي جدا، من تقييم الآخرين لي.

أنا متزوج وحياتي مستقرة، ولا توجد نوبات غضب شديدة، بالعكس طيب لأبعد الحدود.

لدي مشاكل في الوظيفة، وعملت بشركتين وفشلت المشاريع.

هل الذي أعاني منه من أفكار غريبة يعتبر مرضا نفسيا؟ علما أني لا أقتنع بالأفكار هذه، وما يزعجني أنها تلازمني طيلة اليوم.

لدي ارتجاع مريئي وقبل 5 أيام حصلت نقص فيتامين د 7 فقط.

ما الذي أعاني منه، أريد طرد الأفكار هذه وأرجع طبيعيا، وأفكر مثل الناس الطبيعين، علما أني قوي جدا، ومدرك تماما أني طبيعي، والأفكار أتعبتني، ويصاحبها خوف وحزن، وقد فقدت الشهية والسعادة منذ ثلاث أشهر.

هل هو مرض نفسي أو مجرد أفكار؟ وهل أحتاج لدواء؟ أنا أخاف أن تتطور الحالة.

ساعدوني ساعدكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ thamer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هي أفكار وسواسية، والأفكار الوسواسية هي أفكار تتسلل إلينا رغما عن أنفسنا، وتتكرر باستمرار رغم مقاومتنا لها، وعندما نفشل في مقاومتها نصاب بالقلق والتوتر، وهذا ما يحصل عندك.

إذا ما تعاني منه -يا أخي الكريم- هو وسواس قهري، والوسواس القهري هو مرض نفسي من أمراض القلق، وله نوعان من العلاج: علاج نفسي وعلاج دوائي.

العلاج النفسي يكون من خلال العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavior Therapy) ويتمثل ذلك في أن تحاول أن توقف تيار هذا التفكير بأي أسلوب، وأمثل أسلوب هو أن تفكر في شيء آخر، تحول مسار تفكيرك إلى شيء آخر، تفكر في أشياء جميلة فعلتها، تفكر في رحلة ذهبت إليها، في إجازة قضيتها، وبالتالي تقفل وتغلق وتسد الطريق على هذه الأفكار أن تتسلل إليك، وتواصل في هذا الشيء.

يتمثل العلاج السلوكي في إرشاد النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن يعاني من الوسواس: (فليستعذ بالله ولينته) يعني الاستعاذة بالله من الوسواس، والانتهاء، وعدم الاسترسال، وعدم الالتفات له، وعدم الاكتراث له، وكأن شيئا لم يكن، وتحقيره، وعدم مناقشته، وعدم حواره.

أما العلاج الدوائي فالأدوية كثيرة تفيد في علاج الوسواس القهري، ولعل العلاج الأمثل هو دواء الـ (فافرين Faverin) والذي يعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) خمسون مليجراما، ابدأ بنصف حبة ليلا قبل النوم لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة ليلا، ويحتاج إلى فترة أسبوعين ليبدأ مفعوله، وستشعر بالتحسن بعد نحو شهر ونصف إلى شهرين من تناول الدواء، ويمكنك لكي يكون التحسن كاملا أن تزيد الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجراما، أو حتى مائة مليجرام، وبعد أن تشعر بالتحسن وتزول كل أعراض الوساوس وتعيش حياة طبيعية يجب عليك أن تستمر في العلاج لفترة لا تقل عن ثلاثة إلى ستة أشهر، لأنه في هذه الفترة قد تحدث انتكاسات أخرى للمرض، وبعدها يمكنك إيقاف الفافرين بالتوقف التدريجي، أي تخفض الجرعة إلى ربع حبة كل أسبوع، وبالتالي تتوقف عنه في خلال شهر كامل.

وفقك الله وسددك خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات