مرضي بالغدة زاد من قلقي لأن أمي توفيت بالغدة!

0 180

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

بداية: أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة، منذ حوالي 3 أشهر أحسست بهبوط، بعدها ذهبت إلى المستشفى، فعمل لي جلسات أكسجين، وبعدها بقيت جيدا، وبعد 3 أسابيع عاد الأمر كما كان، فذهبت إلى دكتور مخ وأعصاب، فكتب لي مهدئات، أخذتها لمدة 7 أيام؛ فأحسست برعشة في الأيدي، وضربات قلب سريعة، فأوقفت العلاج.

ذهبت إلى صيدلي فطلب مني تحليل صورة دم كاملة، فعملتها، وكانت سليمة -والحمد لله-، وبعدها ذهبت إلى دكتور، فقال لي: سنعمل تحليل غدة، ولما سمعت كلمة غدة سرحت في عالم آخر؛ لأن والدتي توفيت بالغدة، وبعدها عشت أفكر بالمرض، أحسست بالرعشة زادت، وضربات قلبي أسرعت.

ذهبت لدكتور قلب، فطلب مني رسم قلب، فعملته، وكان سليما، وطلب مني إيكو وتحليل غدة، وأكد لي كلام الصيدلي، وكنت قد عملت التحليل يوم الاثنين، وأخذته يوم الخميس، خلال هذه الفترة وأنا أرى الموت في اليوم أكثر من 100 مرة، ولا آكل، ولا أجد رغبة في الحياة.

أخذت التحليل يوم الخميس، والحمد لله كان سليما، بعدها الدكتور قال: علاجك نفسي عصبي، فذهبت العيادة النفسية، وأخذت علاجا، وبعدها الموضوع زاد عندي، فلا أعرف أن أنام من التفكير في الموت، ولا آكل.

ذهبت لدكتور نفسي آخر، فأعطاني (اندرال 10 ولوسترال 50) أخذتهما، وبعد أسبوعين أعاد الكشف فقال الدكتور: نعيد العلاج، وبعدها أخذت منه ثانية، وبعدها أوقفته.

الآن أحس بحرقان في الجانب الأيمن، وعندي تفكير في الموت دائما، علما أني أحافظ على الصلوات، وقراءة القرآن، لكن التفكير معي دائما.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعا أنا سعيد جدا أنك محافظ على صلواتك وقراءة القرآن، فكن أكثر حرصا على ذلك، وإن شاء الله تعالى تجد خيري الدنيا والآخرة، فمن أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن.

أنا اطلعت على رسالتك بكل دقة، وأقول لك: إن شاء الله تعالى حالتك بسيطة، هذا ليس من قبيل أن أطمئنك دون أسانيد علمية، لا، كل الذي تعاني منه من الناحية التشخيصية هو (قلق المخاوف) وقلق المخاوف حين يأخذ الطابع الوسواسي يجعل صاحبه في حيرة من أمره: الخوف من الموت، الخوف من المرض، التنقل بين الأطباء، الفحوصات التي لا فائدة فيها ولا أساس لها، إضاعة المال... هذا كله مفهوم عندي -أيها الفاضل الكريم- وأقول لك:

يجب أن تطمئن، وأول نقطة تقوم بها هي: أن تبني فكرا إيجابيا عن نفسك، وأن تحطم هذا القلق، بأن ترسل هذه الرسائل الإيجابية لنفسك أنك بخير، وأن الذي بك هو قلق مخاوف، ويجب ألا تكافئ هذا القلق وهذا الخوف من خلال تعطيل نفسك والتنقل بين عيادات الأطباء، يجب أن تكون لك هذه العزيمة وهذا الإصرار، هذه نقطة مهمة جدا.

الأمر الثاني: نظم وقتك، وقد تسألني: ما علاقته بالأعراض؟ فأقول: تنظيم الوقت له علاقة أساسية، لأن الإنسان حين ينظم وقته يكون فعالا، وحين تكون هنالك فعالية يحس الإنسان بأن قلقه السلبي تحول إلى قلق إيجابي.

النقطة الثالثة: عليك بالنوم المبكر، والحرص على ممارسة الرياضة؛ فالرياضة تنظم وتهذب وترمم خلايا الدماغ، هذا أمر لا شك فيه الآن، فاجعل لنفسك نصيبا من ممارسة الرياضة.

رابعا: تمارين الاسترخاء من أفضل ما يساعد على إزالة التوتر الداخلي، حين يسترخي الإنسان نفسيا وعضليا تبدأ النفس في الارتياح.

خامسا: التغيير الفكري والمعرفي، التفكير في الموت يجب أن يكون على أساس شرعي وليس على أساس مرضي، الموت آت ولا شك في ذلك، لكل أجل كتاب، كل شيء هالك إلا وجهه، هذا هو الموقف الشرعي، وفي ذات الوقت يجب أن يعرف الإنسان ويتأكد أن الخوف من الموت لا يزيد في عمره لحظة، ولا ينقص من عمره لحظة واحدة، هنا تكون قد أقفلت باب الخوف المرضي، والإنسان يسعى ويعمل لآخرته، إذا الأمر محسوم جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أفضل دواء يفيدك هو عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، إن داومت عليه وصبرت عليه وطبقت ما ذكرته لك سلفا سوف تستفيد كثيرا، أنا لا أقول لك إن الـ (لسترال Lustral) أو الـ (إندرال Inderal) غير مفيد، لكن في مثل هذه الأعراض السبرالكس هو الدواء الأفضل.

شاور طبيبك -أخي الكريم- وإن وافق على التغيير فيمكن أن تستبدل الدواء، وإن لم يوافق أعتقد أنك ربما تحتاج لترفع جرعة اللسترال إلى مئة، أو حتى إلى مئة وخمسين مليجراما في اليوم، علما بأن الجرعة القصوى هي مئتي مليجراما في اليوم.

نصيحة أخيرة: صل رحمك، وكن بارا بوالديك، هذا يأتيك بنفع عظيم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات