السؤال
السلام عليكم.
أنا طالب جامعي، وعاطل عن العمل، ولكني وجدت عملا وهو تقديم الطعام في مطعم صغير.
المشكلة أني أخجل من هذا العمل، رغم أنه شريف، لكن أحس أنه ليس بمستواي، لكن لا يوجد عمل آخر، وأنا محتاج للراتب. وأخجل من نظرة الأشخاص إلي عندما أقدم الطعام. لا أعرف ما الحل؛ هل أترك العمل أم ماذا أفعل؟ فأنا دائما مهموم من أن يأتي أحد أعرفه وأقدم له الطعام، سيكون موقفا كارثيا بكل المقاييس.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عابر سبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبع
الأخ الفاضل: أشرف عمل هو أن يأكل الإنسان من عمل يده، (وإن نبي الله داوود كان يأكل من عمل يده)، (وما من نبي إلا رعى الغنم).
والمهم أن يكون العمل حلالا، والعيب في العطالة والبطالة والتكفف والسؤال، وحقير من ينظر لأمثالك من الشرفاء بتلك النظرة، وقد قال الشاعر الحكيم:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
فاستعن بالله وتوكل عليه، وتعوذ بالله من تلك الوساوس، وأقبل على عمل بنشاط، واكتسب من خلاله الخبرة.
واعلم أن كثيرا من المشاهير بدأ خياطا أو حدادا، أو حتى عامل نظافة، ثم تدرج بهمته بعد توفيق الله فأصبح يملك مؤسسات يعمل فيها من يحملون أكبر الشهادات.
وأرجو أن تعلم أن الحياة مدرسة، وأن سوق العمل يعتبر من أهم فصولها، ولو لم تنل من عملك إلا معرفة الناس والتشرف بخدمتهم والاحتكاك معهم؛ لكان ذلك مكسبا عظيما، فكيف وأنت تجني من وراء ذلك أموال تغني بها نفسك عن السؤال، وتصل بها أهلك ورحمك.
وهذه وصيتنا لك بتقوى، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونوصيك بالصبر والسعي في تطوير نفسك، وتوسيع مداركك ومعارفك.
وأرجو أن تعلم أن من الناس من سوف يعجب بتواضعك وجديتك وحرصك على الاستغناء عن سؤال الناس، فليس الأمر فقط على الوجه الذي يوسوس به الشيطان، ولا يخفى على أمثالك أن للرزق أبواب وأسباب، والعظيم يقول: (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور).
وفقك الله وسدد خطاك، وحفظك وتولانا وإياك.