أشعر بالكسل العارم وعدم الرغبة في فعل أي شيء.

0 278

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 20 عاما، أشعر بالكسل العارم وعدم الرغبة في فعل أي شيء، سواء للتسلية أو الأشياء التي يجب علي فعلها كالبحث عن وظيفة، وعندما يطلب مني أخي الأكبر إحضار شيء له أشعر بالتذمر.

أنا على يقين أن ما أفعله خطأ، ولكن أنا نفسي لا أدري لم وصلت لهذه الدرجة من الاستهتار؟! وأشعر بالكسل وعدم الحماس لفعل أي شيء, أشعر أني أريد النوم دائما, كأني أتعاطى مخدرا والعياذ بالله.

أعاني من الشعور بالتوتر والقلق عند مقابلة الناس والتحدث معهم، والشعور ببعض الخوف, ولكن الأمر الغالب علي هو الشعور الدائم بالنعاس، وتشتت التفكير وعدم القدرة على التركيز، والشعور بالقلق بأني أعاني من شيء غير معروف.

وكانت قد أصابتني حالة مماثلة منذ عدة سنوات ولكنها اختفت ثم عادت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في مثل حالتك هذه والتي تحس فيها بعدم الدافعية والإجهاد النفسي والجسدي: يجب أن تذهب إلى طبيب وتجري فحوصات طبية عامة، هذا لا يعني أنك مصاب بمرض عضوي، لكن الإنسان حين يفحص ويتأكد أن كل شيء سليم في جسده هذا له قيمة علاجية كبيرة جدا، يجعل الإنسان متفائلا، ويزيد من طاقاته ومن دافعيته، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: يجب أن يكون لك قرار أنك تريد أن تكون نافعا لنفسك ولغيرك، ويجب أن يكون لك قرار بأنك تريد أن تكون يدا عليا ولا تكون يدا سفلى، يجب أن يكون لك قرار أن تعرف أن في هذه الدنيا لا مكان لمتكاسل أو لمتهاون، والإنسان يجب ألا يضيع لحظات عمره الجميل - خاصة فترات الشباب - فيما لا يجدي.

إذا تغيير المفاهيم مهم، والتأمل والتفكير على النمط الذي ذكرته لك يفيد.

النقطة الأخرى هي: الدعاء، أن تستعيذ بالله تعالى من الهم والغم والعجز والكسل، وتتأمل في هذه الكلمات والأدعية النبوية المأثورة، كلمات عظيمة، تحرك الطاقات الإيجابية في الإنسان، ثم بعد ذلك تبن ما نسميه بطاقة العزم والقصد، مثل النية، النية في كل شيء، النية في العبادات، النية في العمل، ولا بد أن يكون أيضا لديك نية في الحياة، والنية لا تكتمل إلا إذا كان هنالك عزم وقصد وتنفيذ.

هذه هي المبادئ الفكرية التي تشجع نفسك بها، بعد ذلك عليك بالصحبة الطيبة، الإنسان يحتاج لمن يعاونه في أمور كثيرة، دون أن تكون معتمدا على الطرف الذي تصاحبه وتصادقه، وتعرف أن الحياة أخذ وعطاء.

نقطة هامة جدا: يجب أن تكون لك أهداف، والأهداف يمكن أن تكون قصيرة المدى أو متوسطة المدى أو بعيدة المدى.

الهدف قصير المدى - أي الهدف الآني – يجب أن تحققه في خلال أربع وعشرين ساعة، مثلا تذهب وتزور مريضا، هذا هدف، وهدف عظيم جدا، وتحقيقه سهل، ولا تستصغر أي هدف، كل هدف له قيمته.

أهداف في ظرف ستة أشهر، مثلا أن تقرر أن تحفظ جزءين من القرآن الكريم، هذا هدف، وهدف عظيم جدا.

على المدى البعيد للأهداف: التخطيط لإكمال التعليم، للزواج، للعمل، للسعي دائما في بر الوالدين.

الحياة بدون أهداف وبدون تخطيط لا يمكن للإنسان أبدا أن يشعر بلذتها، ولا يتحسس السعادة، ولا تكون له طاقات نحو الدفع.

أريدك أن تكتب برامج يومية، هذا نسميه بحسن إدارة الوقت، تقول لنفسك: الساعة كذا سوف أفعل كذا، والساعة كذا سوف أفعل كذا. والبرامج اليومية تشمل العمل، الدراسة، الترفيه على النفس، التواصل الاجتماعي، العبادة، كل شيء يمكن أن تقوم به، وأنصحك بالنوم الليلي المبكر، ورياضة الصباح، هذا يجدد طاقاتك كثيرا.

عليك بالجد والاجتهاد، وأسأل الله لك الشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات