السؤال
عمري 35 سنة، ووالدتي توفيت منذ 3 شهور، وأنا منذ ذلك الوقت متعبة جدا، ودائما أبكي وأحس أن حياتي وقفت من بعدها، في داخلي ألم وتعب، وليس لي نفس لأي شيء، لقد كانت لي كل شيء، أنا أسكن عند خالتي، ولا أستطيع العيش لوحدي في البيت، لي أخ متزوج، أنا متعبة جدا من غير أمي، وأحس أني لن أستطيع أن أكمل حياتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا، ومعذرة على التأخر بسبب المرض.
رحم الله تعالى والدتك، وأسكنها فسيح جنانه، وأعانكم وصبركم على فراقها.
إن ما تمرين به هي حالة من أسى الفقدان، لوفاة والدتك رحمها الله، وهذا لحد كبير أمر طبيعي. فالوفاة وخاصة أنها كانت بشكل مفاجئ، وبالرغم من الإيمان والتسليم بقضاء الله وقدره، تبقى هذه حادثة صادمة للناس، مما أثار الأحزان الكثيرة، وربما أثار أيضا بعض الأحداث في حياتك الخاصة، والتي ربما لم تصل لدرجة أنها أحداث كبيرة، إلا أنها كلها مؤثرات عاطفية متراكمة، فكانت صدمة وفاة الوالدة الصدمة التي حركت الكثير.
ومن جملة أعراض أسى الفقدان ما وصفته في رسالتك من العزلة الاجتماعية، وفقدان الرغبة بالمتابعة والاستمرار...
وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور ومنها أن تذكري أن أمامك الوقت لتتجاوزي هذا الحال، فهذا الحزن أو الأسى سيأخذ حده الطبيعي وهو عادة قد يمتد لستة أشهر تقريبا، ومن ثم يبدأ بالتراجع شيئا فشيئا.
ومن الأخطاء الشائعة بين الناس في التعامل مع أسى الوفاة أن بعض الناس قد يبدأ بتجنب الحديث عن المتوفى، وربما يستبعد وجود صوره... والعكس هو الصحيح من الحديث عن والدتك رحمها الله.
ومما يعينك أيضا هو القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، وخاصة بسبب بعض الأعراض المرافقة أحيانا كشدة أعصاب الرقبة والظهر وتوترها، كالجلوس في حالة استرخاء وتلاوة بعض آيات القرآن الكريم والدعاء، والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على تخفيف هذه الأعراض.
ولا ننسى -أختي الفاضلة- أهمية الدعوة الصالحة للوالدة رحمها الله.
وفقك الله ويسر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزينها، وفي وقت قصير.