أريد نمطا معينا للتفكير أستخدمه بعيدا عن الوسواس

0 284

السؤال

السلام عليكم.

رسالتي للدكتور محمد عبد العليم.
أنا صاحب الاستشارة رقم (2298200)، أشعر أني في تحسن مستمر على البروزاك، وأستخدمه منذ أسبوعين و6 أيام، ولكن وبكل صراحة أشعر أن القلق عندي زائد جدا، وأشعر أن رغبتي الجنسية قليلة مقارنة بما كنت قبل استخدامي للبروزاك، وأيضا أشعر أني متناقض، بمعنى أن لي رأيين في أي شيء أفكر فيه، وأحيانا أكون في حيرة أن أختار أي رأي.

لا أعلم هل هذا من أعراض القلق بسبب البروزاك أم بسبب وسواسي القهري أو بسبب جلد الذات؟ لأني أجد نفسي عند ازدياد وتيرة القلق من أي شيء أتندم وأبكي وأجلد ذاتي بكل الكلمات القاسية إلى حد اهتزاز ثقتي بنفسي، فما هو الحل مع ازدياد القلق مع البروزاك؟ لأني تعبت جدا، وأصبحت مكتئبا بسبب هذا العرض، وإذا أردت أن توصف لي دواء داعما لتخفيف أو إزالة القلق، ويكون مهدئا لي من ناحية النوم ومساعدا؛ فأرجو أن لا يزيد الوزن أو يسبب التثدي، أو يؤثر على رغبتي الجنسية، ويكون قويا من ناحية تأخير القذف (وهل يوجد تعارض بين حبوب لجام وبروزاك؟)، وأرجو أن تحدد لي الجرعات المناسبة لحالتي، وهل الأدوية التي وصفتها لي آمنة ولا تسبب تليفا للكبد أو ضررا للكلى أو لأعضاء جسدي؟

وأخيرا وبسبب وسواسي؛ أريد منك أن تعطيني نمطا معينا للتفكير أستخدمه ويكون بعيدا عن الوسواس. وهل هجمات المرض المرتدة سببت لي أعراض رهاب وخوف وقلق ووسواس وعدم ثقة في النفس؟ لأني حقا أجد نفسي مع بروزاك متقلب المزاج، أشعر أحيانا أني في أجواء واثقة والوساوس قليلة وخفيفة، وأني أريد أن أطير من الفرح، وأحيانا العكس قلق بكل شيء أفكر فيه، وأخاف الخروج من البيت، والوساوس تزيد إلى حد أني أشعر بخفقان بالقلب، وأيضا أجد لي تفكيرا لا إراديا في كل وقت، ولا أعلم هل هو من البروزاك أو من الوسواس؟

أشكرك سيدي، وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
أخي: الـ (بروزاك Prozac) بالفعل قد يؤدي إلى قلق في بدايات العلاج، هذا يحدث في حوالي 10% من الناس، وهذا القلق قد يستمر لـ 4 إلى 5 أسابيع.

سيكون من الجيد أن تتناول العقار الذي يعرف تجاريا باسم (بسبار Buspar) ويعرف علميا باسم (بسبرون Busiprone) هو من الأدوية التي تزيل القلق، ومنشط لفعالية البروزاك، وليس له تأثير جنسي سلبي أبدا.

البسبار أو البسبرون يتم تناوله بجرعة 5 مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوع، ثم 10 مليجرام لمدة أسبوع، ثم 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم 5 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

وعليك –أخي الكريم– أيضا بالتمارين الاسترخائية، لا تشغل نفسك بموضوع التأثيرات الجنسية التي تحدث من البروزاك، وكما ذكرت لك في الاستشارة السابقة إن أصبح الأمر أكثر تعقيدا وصعوبة –أي من الناحية النفسية– فهنا تناول عقار يعرف تجاريا باسم (ويلبوترين Wellbutrin) ويسمى علميا باسم (ببربيون Bupropion) والجرعة هي 50 مليجراما صباحا فقط لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر مثلا.

أخي الكريم: الوساوس والقلق والمخاوف كلها متداخلة، والمبدأ الأساسي في العلاج هو التحقير، وعدم مناقشة الوسواس، أما إذا أسرف الإنسان في تشطير وساوسه ومحاولة مناقشتها، ويرى بعض العلماء أن التحقير أفضل من المقاومة، لأن الشيء الذي تقاومه يعني أنك قد أعطيته اهتماما، والمقاومة نفسها قد تدخلك أحيانا في بعض النقاشات الوسواسية، لذا التحقير أراه المبدأ السلوكي الجيد والمفيد.

أخي الكريم: نمط التفكير عندك يجب أن يكون إيجابيا، أن تثق في نفسك، وأن تعمل، العمل مهم جدا، العمل يحسن من نمط التفكير، يحسن من طريقة أداء الجسم، ويطور من مهارات الإنسان الاجتماعية، فاجعل لنفسك نصيبا من العمل، وهذا مهم جدا.

الرياضة أيضا عظيمة ومفيدة وجيدة، ويجب أن تعطيها اعتبارا كبيرا.

إذا –أخي الكريم– تعديلات الدواء أوضحناها لك، والبروزاك ممتاز، وأنا أعتقد أي وسوسة سوف تزول من خلال تناول الدواء وتحقير فكرة الوسوسة، وكن إنسانا إيجابيا في حياتك، في كل شيء، في أفكارك وفي مشاعرك وفي أفعالك وفي مهاراتك الاجتماعية وفي نظرتك حول المستقبل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات