هل في التعدد ظلم لأولادي ولزوجتي المقصرة المفرطة؟

0 244

السؤال

السلام عليكم.

أسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن يجزيكم خير الجزاء لما تقدمونه من مساعدة، وأن يجعله في موازين حسناتكم.

أنا متزوج منذ 9 سنوات، ولدي 3 أطفال، وقد بدأت المشاكل مع زوجتي منذ يوم الزواج، ولكن رزقني الله بأول مولودة فصبرت من أجل أولادي، وقلت لعلها تتغير وتتحسن مع الوقت، ولكن للأسف المشاكل في ازدياد مستمر.

أنا -ولله الحمد- أحافظ على صلاتي في المسجد، وأقرأ ما تيسر من القرآن، وهي للأسف مقصرة، ولا تحافظ على الصلاة، نصحتها بأن تحافظ على الصلاة وأذكار الصباح والمساء وقراءة القرآن، نصحتها بجميع الطرق حتى إنني لجأت لوالدها، وتقول لي: إن هذا الشيء بيني وبين ربي، فلا تتدخل، وأوضحت لها أنني مسؤول عنها أمام الله، ولا يصح أن لا أتدخل.

وإذا نويت صيام الاثنين والخميس؛ تبدأ المشاكل لعدم رغبتها في عمل الفطور، لا تهتم بي ولا بنظافة المنزل، ودائما البيت في توتر ونكد.

عانيت -بسبب كثرة المشاكل والضغط النفسي- حالات من نوبات الهلع، تنومت على إثرها في المستشفى، لأنني لم أستطع مقاومة تلك الحالات، ووصف لي الطبيب علاج البروزاك 20مج مرتين في اليوم، والفافرين 100 مساءا، والترازيدون 50 مج، حبتين قبل النوم، وزنكس 0،5 مج عند اللزوم.

الآن لها ما يقرب السنة لا تنام معي في الغرفة، وحتى عند معاشرتها لا تسعدني، وكأنها مغصوبة علي، ولا ترغب في إعطائي حقوقي الزوجية، أنا لست سعيد أبدا، ولكنني صبرت من أجلها ومن أجل أولادي، ولكنني لم أعد أتحمل، ولا أريد أن أنظر إلى ما حرم الله من الزنا والعياذ بالله.

فهل في زواجي من زوجة ثانية تعينني على أمر ديني ودنياي فيه ظلم لها ولأولادي؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ رائد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصبرك ويصلح الأحوال، ويقدر لك الخير، ويطيل في طاعته الآجال، وأن يسعدك ويعوضك ويحقق لنا ولكم الآمال.

لا شك أن الذي يحصل من زوجتك مرفوض، وخاصة إهمالها للصلاة، بل إضافة إلى تقصيرها تجاهك، وكنا نريد أن تذكر لنا بعض ما فيها من الإيجابيات حتى تتضح أمامنا الصورة.

وننصحك بأن تمدح ما فيها من الإيجابيات حتى لو كانت قليلة، وتجعلها مدخلا إلى قلبها، واجتهد في النصح لها، واختر لنصحك الأوقات المناسبة والألفاظ المناسبة، ولا تقارنها بغيرها.

واحرص على مقابلة إساءتها بالإحسان، لعل الله أن يهديها ويكتب لك أجر هدايتها، فأخلص لله، واجعل غضبك لله قبل أن تغضب لنفسك، واجتهد في إبعادها عن التقصير، وكن عونا لها على الشيطان، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر).

أما بالنسبة للبحث عن زوجة ثانية؛ فهذا باب فتحه لنا العليم الحكيم، ولكننا ننصحك بعدم الاستعجال، وبالاجتهاد في إصلاحها قبل الإقدام على خطوة الزواج بثانية، حتى لا تكثر عليك المشكلات.

وهون على نفسك، وتقبل خللها وضعفها، (فإنهن خلقن من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وكسرها طلاقها).

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وقد أسعدنا حرصك على أطفالك، ونسأل الله أن يقر عينك بهدايتها وعودتها إلى الحق والخير.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسعادة والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات