السؤال
السلام عليكم
أعاني من خفقان الدم، ومن ثم الإغماء عند سحب الدم، فما هو أفضل علاج دوائي (كمضاد للهلع والذعر) لمن يعاني من فوبيا الدم (هيموفوبيا Hemophobia) ولا يسبب سمنة ولا دوخة ولا نعاسا، ولا يؤثر على الحالة الجنسية؟
السلام عليكم
أعاني من خفقان الدم، ومن ثم الإغماء عند سحب الدم، فما هو أفضل علاج دوائي (كمضاد للهلع والذعر) لمن يعاني من فوبيا الدم (هيموفوبيا Hemophobia) ولا يسبب سمنة ولا دوخة ولا نعاسا، ولا يؤثر على الحالة الجنسية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه العلة التي تتحدث عنها يجب ألا يلجأ الإنسان لعلاجها عن طريق الأدوية فقط، أو يجب ألا يعطي الدواء أسبقية، الدواء يساعد، لكن –أخي الكريم– تفهم الحالة ومقاومتها هو العلاج الرئيسي.
أولا: كل من يعاني من هذه الحالة يجب أن يستوقف نفسه ويسأل نفسه: لماذا لا أكون مثل الآخرين، لماذا أخاف بهذه الكيفية؟
ثانيا: الإنسان يجب أن يعرف عظمة هذا الدم، وكيف كون؟ ووظيفة نخاع العظام؟ وكيف يتم تطور خلية الدم الحمراء؟ وما هو عمرها؟ ومكوناتها؟ وكيف تحمل الأكسجين ويتم توزيعه على أعضاء الجسم المختلفة لتقوم بنشاطها وحيويتها؟
فإذا –يا أخي الكريم– إدراك الأمر والتعمق فيه يكسبك نوعا من الإلفة مع العلة، وهذا وجدها علماء السلوك من الأشياء المهمة جدا، فيا أخي الكريم: اطلع واقرأ عن الدم وعن مكوناته.
ثالثا: لا أريدك أن تبتعد عن التجنب، اذهب إلى المستشفيات، وقم بزيارة المرضى، أكثر من هذا، وانظر إلى المرضى الذين يتم إعطاؤهم المحاليل الوريدية، الذين يتم نقل الدم إليهم، اذهب إلى بنك الدم وانظر إلى هؤلاء الذين يتبرعون بدمائهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين، عمل عظيم -أخي الكريم-.
الهدف من كل هذا الذي أنصحك به هو ما نسميه بالتعريض أو التعرض، لتكون هنالك إلفة ما بينك وبين موضوع الدم. هذا العلاج يفيدك ولا شك في ذلك، وبعد ذلك أريدك أن تقرر وأن تتبرع بالدم، نعم تبرع بالدم، فيه أجر عظيم، علاج ممتاز بالنسبة لخوفك هذا، وأنا لدي تجارب إيجابية جدا مع بعض الإخوة الذين كانوا يعانون من نفس علتك، وحين طبقت معهم هذا البرنامج كانت الفائدة عظيمة جدا.
وأريدك –أخي– أن تتدرب على التمارين الاسترخائية، تدرب على هذه التمارين وأكثر منها، فهي ذات فائدة عظيمة جدا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطلع عليها وتطبق التمارين بصورة جيدة.
أما بالنسبة للعلاجات الدوائية فهنالك أدوية إسعافية، منها عقار يعرف تجاريا باسم (زانكس Xanax) ويعرف علميا باسم (البرازولام Alprazolam) وهذا لا يمكن أن يتحصل عليه الإنسان إلا من خلال وصفة طبية، ولا ننصح باستعماله لفترات طويلة؛ لأنه قد يؤدي إلى التعود، الجرعة هي ربع مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم ربع مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناوله.
وهنالك دواء إسعافي آخر وجيد وغير إدماني يعرف تجاريا باسم (إندرال Inderal)، ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol)، ويوجد مستحضر جيد لهذا الدواء يسمى (Propranlol LA80)، هذا جيد، أنا أنصح به الناس كثيرا، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر مثلا، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
أما الدواء الذي يمكن أن تتناوله ولا يسبب سمنة ولا دوخة ولا نعاسا هو عقار (فافرين Faverin) والذي يعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) وهو أقل الأدوية المضادة للمخاوف من حيث التأثير السلبي، الجرعة هي أن تبدأ بخمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفعها إلى مائة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم تجعلها مائتي مليجرام ليلا، وهذه هي الجرعة العلاجية التي تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى مائة مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها خمسين مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
إذا -أخي الكريم- أرجو أن تأخذ بكل ما ذكرناه لك في إجابتنا هذه من حيث كيفية التعامل مع الأدوية، والتطبيقات السلوكية التي أراها مهمة وأساسية جدا في علاج المخاوف.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.