هل للقلق تأثير على طبيعة الدورة الشهرية؟

0 347

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 20 سنة، منذ شهر، أعاني من حرقة وبروز في عروق اليد، وبرودة في اليدين والرجلين، وعندي حرقة في القلب فوق الثدي الأيسر مستمرة ومتغيرة، وأحيانا تأتي وسط الصدر، وطقطقة في الصدر، وألم في الرقبة، وأحيانا أسمع أصواتا مثل القرقرة في الصدر جهة القلب، وضيق في التنفس.

منذ فترة وأنا أعاني من إمساك وقرقرة في البطن، وأحيانا تصاحبها دوخة، وغثيان، وضعف، واحمرار في البلعوم، وصار عندي خوف وقلق واكتئاب.

هل يؤثر القلق على الدورة الشهرية؟ لأنه ينتابني ألم شديد عند نزول الدورة، وقبل شهرين أصابني ألم مع نزول دم أسود قليل وكتل، ودامت ثلاثة أيام وانقطعت، فهل سبب ذلك الحالة النفسية أو الهرمونات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم -يا ابنتي- إن للقلق تأثيرات على كل أجهزة الجسم، ومن ضمنها الجهاز التناسلي؛ لأن القلق وكل المشاعر السلبية الأخرى يؤدي إلى إفراز هرمونات الشدة في الجسم، ومنها هرمون (الكورتيزول)، وهو ما قد يسبب ظهور أعراض منوعة ومبهمة تلتبس كثيرا مع الأعراض العضوية، لكنها تكون ناجمة عن حالة نفسية وليست عضوية.

قبل القول بأن الأعراض عندك منشؤها نفسي، فيجب دوما نفي وجود أي سبب مرضي أو عضوي، خاصة إذا كانت الدورة الشهرية عندك غير منتظمة، ويجب عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين للتأكد من عدم وجود أكياس أو ألياف أو غير ذلك –لا قدر الله-.

كما يجب عمل تحاليل هرمونية أساسية، مع تحليل لقوة الدم في ثاني أو ثالث يوم من الدورة، وهذه التحاليل هي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN-DHEAS-CBC

بالنسبة للألم الشديد الذي يحدث مع الدورة:
فإن كان لا يخف بالمسكنات، وكان له علاقة وثيقة مع نزول الدورة، فسيلزم عمل تنظير لجوف الحوض، وذلك للتأكد من عدم وجود سبب داخلي كمرض بطانة الرحم الهاجرة مثلا، أو غير ذلك –لا قدر الله-، فإن تبين بأن كل شيء طبيعيا؛ فهنا يمكن القول بأن الحالة عندك ناجمة عن القلق والتوتر، وعند السيطرة على هذه الحالة فإن هذه الأعراض عندك ستتحسن، وقد تختفي -إن شاء الله تعالى-.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.
___________
انتهت إجابة الدكتور/ رغدة عكاشة - استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-.
وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
___________

نرحب بك في إسلام ويب مرة أخرى وأقول لك:

أن الجانب النفسي موجود في حالتك، لا أريدك أن تصفي نفسك بأنك مكتئبة، فالذي بك أراه شيئا من القلق البسيط وعسر بسيط في المزاج، أدى إلى أعراض نفسوجسدية، والذي يظهر لي أنك شديدة الملاحظة على وظائفك الجسدية.

قللي من هذا -أيتها الفاضلة الكريمة–، عيشي الحياة على نهج فيه شيء من الراحة النفسية، والتفكير الإيجابي، والتخطيط المستقبلي السليم، واجعلي لحياتك معنى، والمعنى لا يتأتى إلا من خلال أن نضع أهدافا، ونضع الآليات التي توصلنا إلى تلك الأهداف.

كوني إنسانة مشاركة في الأسرة، صاحبة مبادرات، صاحبة أفكار إيجابية، الهدف من هذا هو أن تصرفي انتباهك عن هذه الأعراض التي تحدثت عنها: الألم في الصدر ونغزات ناتجة من انقباضات عضلية تحدث في القفص الصدري، ناتجة من القلق النفسي، وكذلك ضيق التنفس، والقرقرة في البطن، كل أعراضك هذه ذات طابع نفسي، ولذا ظهرت في شكل أعراض جسدية.

ستستفيدين كثيرا من ممارسة الرياضة، وكذلك التعبير عن الذات، لا تحتقني أبدا، لا تكتمي، التفريغ النفسي مهم جدا في الحياة.

أعتقد حين تذهبي إلى الطبيبة –طبيبة الرعاية الصحية الأولية– سوف تقوم بفحصك فحصا جيدا، للتأكد من مستوى الهرمونات النسائية، وكذلك التأكد من مستوى الدم ووظائف الكلى والكبد والدهنيات والسكر ومستوى فيتامين (ب12) ومستوى فيتامين (د) ووظائف الغدة الدرقية، وهذه الفحوصات الروتينية مهمة، وهذه الفحوصات كلها سهلة وبسيطة جدا، وإن شاء الله تعالى تكون الفحوصات كلها سليمة، وهذا هو الذي أتوقعه، وفي نهاية الأمر يمكن أن تصف لك الطبيبة أحد مضادات القلق البسيطة، لا أعتقد أنك في حاجة حقيقية لأحد مضادات الاكتئاب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات