السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 22 سنة، لا أستطيع أن أعيش كالناس، لقد سئمت حياتي، ودائما ما أسأل الله الموت.
أنا أدرس الطب، وبعيدا عن منزلنا، وأعاني من مشكلة هي أن لي أخا متعصبا يعارض دراستي، وتنقلي وحدي، ودائما ما يدعو علي ويقول لي أني ملعونة، ولطالما فكرت في كلامه، وأصاب بالإحباط وقلة التركيز في الدراسة.
ثانيا: أعاني من مشكلة أمي، فقد حولت حياتي إلى مالا يطاق بشكها الدائم؛ لأني وحسبما تقول بأنه يجب أن لا أكون مثل الفتيات، ولا حتى أفكر كفتاة، بل يجب أن أكون ملاكا، والله يعلم أني إنسانة صالحة، وكل الناس وزملائي يشهدون لي بذلك.
ثالثا: مشكلتي الأعقد أني تعرفت على شخص قمة في الدين والعلم، أحبني جدا، ولنقل أنه لمح لي برغبته بالزواج مني، لكنه اختفى منذ فترة، وفي نفس الوقت أمي تهددني أحيانا بتزويجي لكثرة الخطاب، وأنا لا أريد سوى هذا الشخص، ولن أتزوج غيره وإن مت.
رابعا: أنا لا أحب مجتمعي، حتى أنه ليس لدي صديقات، ولا أريد التعرف إلى أي إنسان منهم، فلدي مشكلة في مسألة الثقة، فأنا لا أثق في أحد، ولا أحب سوى ربي وأبي فقط في هذه الحياة.
أرجوكم أجيبوني فأنا على حافة الانهيار العصبي، وأشعر بأني إنسانة تائهة، وما عدت أعرف ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ imma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا على هذا الموقع، ولاشك أن ما وصفت في رسالتك ليس بالأمر الهين، أعانك الله وكتب لك التوفيق والنجاح.
نعم مما يؤلم أحيانا أن لا يلاقي الإنسان الدعم والتشجيع، وخاصة إذا غاب هذا من أقرب الناس له، فيقفون منه موقفا سلبيا، وكما يحدث معك بشأن أمك وأخيك.
ولكن وبالرغم من كل ما وصفت في رسالتك من سوء المعاملة، فأنت ما شاء الله تتابعين دراسة الطب، وأكيد لم يكن هذا بالأمر السهل، إلا أنك تعاليت على التحديات، وحققت ما حققته حتى الآن، فما عليك إلا الاستمرار والمتابعة، وخاصة أنك مقبلة على إتمام الدراسة والتخرج، فصبرا فربما لم يبق إلا القليل.
تجنبي المواقف السلبية من قبل أخيك -أصلحه الله-، وحددي تواصلك معه لتجنب الخلافات والطاقة السلبية المحبطة.
ولاشك أنك وكما قلت من أنك مؤمنة بالله تعالى، ولن ينتقص من إيمانك ما يقوله أخوك عنك، فالله فقط هو الأعلم بالنوايا وخفايا الصدور.
وأما أمك، فأيضا حاولي برها، ولكن في نفس الوقت حددي تفاعلك معها طالما أنها طاقة سلبية، ولعل الله يصلحها لتقف معك وتكون مصدرا للطاقة الإيجابية والتشجيع.
أما بشأن الشاب الذي تحبين، فأرجو أن تكوني على حذر، فأنت لا تريد إمكانية العيش من دون هذا الشاب، ومن قال هذا؟!
فالله له حكمة بالغة مهما ظننا، والله أعلم بنوايا هذا الشاب، فأرجو أن تسخري إيمانك بالله تعالى لتهتدي لطريق السلامة والصلاح، كي لا تقعي فريسة لتلاعب بعض الشباب، أليس لهذا شأن بأن أمك تخاف عليك، وبالتالي لا تثق بك؟ طبعا أنا لا أبرر لها أن لا تقف معك، إلا أن هناك احتمال كبير أنها قلقة على ابنتها، مع أنها ربما لا تعلم عن هذا الشاب وعلاقتك به، ونحن لا ندري طبيعة هذه العلاقة، فأرجو أن تكوني على حذر.
وأما النقطة الأخيرة في سؤالك، من عزلتك عن الناس وعدم وجود الأصدقاء وعدم ثقتك بالناس: فلا أدري لماذا أنت على هذا الحال، هل مررت ببعض التجارب السلبية التي أوصلتك لهذا الحال؟
وعلى كل، يمكنك تغيير هذا، ولكن فقط إذا أردت القيام بهذا التغيير، ويمكنك أن تتعرفي على بعض الصديقات، فكما أنت مؤمنة وطيبة؛ فهناك أيضا فتيات مؤمنات وطيبات، ولكن عليك أن تقتربي منهن وتتعرفي عليهن، ولعل الله يفتح بينك وبينهن، مما يجعلك ترتاحين وتثقين بهذه الصديقات.
وإذا صعب عليك القيام بالتغيير المطلوب؛ فيمكن أن تفكري في أخذ عدة جلسات مع الأخصائية النفسية أو المرشدة في إدارة خدمات الطلاب في الجامعة، فلاشك أن الحديث المباشر مع اختصاصية خبيرة سيفيدك وييسر لك طريق التغيير.
وفقك الله، وكتب لك التوفيق والتفوق.