السؤال
السلام عليكم.
لدي ابنة أخي، عمرها سنة ونصف، بعد سماعي لقصص التحرش بالأطفال أصبحت أخاف عليها جدا، ولا أعرف كيف أحافظ عليها من أي اعتداء، فأصبحت لا أدع أحدا يقبلها، فاستغرب أبوها مني، وقال لماذا؟ هذه طفلة، فلم أرد، ولكنه قال لي: لا تتدخل فيها كيلا تحرجنا أمام الناس، ويقولون إن هناك شيئا ما، فخفت عليها أكثر، لأني لم أعد أتدخل فيها، وإذا رأيت أحدا يحملها بين ذراعيه أو تكلم إليها؛ أحس أني أريد أن أضربه وأقول له لا تكلمها، بل تطور معي الأمر فأصبحت أغار على كل الفتيات الصغيرات إذا رأيت أحدا يكلمهن ويقبلهن، أسأل ماذا يقرب لها؟ وكذلك أتتبع بعض الصغيرات اللاتي يدخلن المتاجر لأرى إن كان هناك من يتحرش بهن، أنا لا أبالغ في الأمر، بل رأيت أني كنت على حق لأني بعد أن تتبعت بعض الصغيرات اللائي يدخلن المتاجر وجدت أكثر من حالة تحرش.
أصبحت أعاني من كثرة اهتمامي بالبنات الصغيرات، فهل شكي في الناس شكوك مرضية؟ خصوصا وأني وجدت بعض الشكوك حقيقية. وكيف أحافظ على بنت أخي من التحرش؟ وكيف أنشر الوعي بين الناس لتجنب التحرش بالأطفال؟
وكيف أعرف المصاب بالبيدوفيل؟ وهل له علامات؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن الإنسان يتألم عندما يطلع على بعض ما يتعرض له بعض الأطفال من الامتهان وسوء المعاملة سواء النفسية أو الجسدية أو الجنسية، الأمر الموجود مع الأسف في كل المجتمعات، مع الفارق في نسب هؤلاء الأطفال المتعرضين للتحرش والاعتداء.
ومعك حق أن المفروض أن سلامة الأطفال هي مهمة كل الناس في أي مجتمع من باب حماية الأطفال، وضمان عدم تعرضهم لمثل هذا الامتهان وسوء المعاملة.
ولكن؛ ابنة أخيك لها أب وأم، ولابد أن مهمة حمايتها هي مهمة والديها، وإلا فستكون هناك مشكلات في علاقاتكم الأسرية، ودورك كعم في حماية هذه الطفلة فقط فيما يطلبه منك والداها، وإلا فقد يكون هذا تجاوز لحدود المسؤولية والصلاحيات.
لا ليس هناك علامات تشير للمتحرش بالأطفال أو ما يسمى البيدوفيل، إلا أنه يتحرش بالأطفال، وهو يمكن أن يكون من أي طبقة اجتماعية، وبغض النظر عن ثقافته ومكانته في المجتمع، وغناه أو فقره.
هناك خطأ شائع من أن المتحرش بالطفل هو عادة شخص غريب ولا يعرف الضحية، والعكس هو الصحيح، فمعظم الأطفال الذين يتعرضون للتحرش من قبل شخص قريب للطفل، وربما هو الشخص المسؤول عن حماية هذا الطفل.
ويبقى التحدي الأكبر كيف نضمن سلامة الأطفال، ولكن من دون الشك بكل الناس والنظر إليهم على أنهم منحرفون متحرشون، وإلا فيكون الأمر قد انحرف وخرج عن الطبيعي.
ولابد للمؤسسات الاجتماعية من رفع وعي الوالدين والأسرة والمعلمين والمجتمع من خطر تعرض الأطفال للامتهان وسوء المعاملة، وكيفية وقاية هؤلاء الأطفال وتأمين سلامتهم.
حفظ الله أطفالنا من كل سوء، وأعاننا على رعايتهم وتأمين سلامتهم.