السؤال
السلام عليكم
من فضلكم أريد إجابة عن حالتي الغريبة من مختص.
أنا شاب عمري (26) سنة، والمشكلة هي حجم رأسي صغير، خاصة من الخلف، مع أن حجم جسمي كبير، وهذا المشكل أفسد حياتي، وأنا أعاني من الاكتئاب، وتركت كل شيء جميل في حياتي حتى صلاتي، وتمنيت الموت -أستغفر الله- ولكن هذا ما أحس به.
مؤخرا أصبح عندي بصيص أمل عندما بحثت عبر الويب، وسألت جراح مخ وأعصاب عن إمكانية تكبير الجمجمة من الخلف؛ أجابني أنه ممكن زرع مواد تملأ ما بين سطح الجمجمة وفروة الشعر مثل السيلكون، أو أسمنت العظم، وأجابني أنها ليست خطيرة؛ لأنها على السطح، وهذا المشكل جعلني انطوائيا، ولا أفكر في الإيجابيات.
أنتظر إجابتكم، وهل توجد عملية حقا مثل التي ذكرت؟
أتمنى أن أجد طبيبا في المغرب.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
صغر الرأس (Microcephaly) الحقيقي في حال وجوده مرض ناتج من خلل في الجهاز العصبي، يظهر على هيئة رأس صغيرة نسبة لمحيط الرأس المناسب وفقا للسن والجنس، ويصاحب صغر الرأس أمراض وراثية عديدة، منها: متلازمة داون، أو مرض المغولية، ومنها داء المواء (Cri du chat) وعدة أمراض لها علاقة بالكرموسومات الوراثية، ومن الواضح أن نموك طبيعي، وأنك لا تعاني من أي أمراض وراثية، وكل ما في الأمر أن لديك إحساسا أن حجم رأسك أصغر من الطبيعي، أو أن حجم رأسك صغير بالفعل، ولكنك لا تعاني من مشاكل صحية مصاحبة لذلك.
ومحيط الرأس عند البالغين يزيد عن (53) سم، وقد يكون أقل من ذلك، ويتم قياس ذلك على منحنيات النمو، وفيها حد أقصى وحد أدنى لمحيط الرأس الطبيعي، وإذا كانت حالتك الصحية الطبيعية، ولا تعاني من أمراض وراثية، أو تأخر في النمو العصبي أو العضلي؛ فلا تشغل نفسك بتلك العمليات التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة إذا ما حدث تلوث أو مفاجآت أثناء أو بعد العملية الجراحية، والإنسان بثقافته وعلمه وعطائه، وليس بحجم رأسه أو قوة بدنه، وفي الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).
ولا مانع من زيارة طبيب نفسي؛ لمناقشة الأمر معه، ولا مانع من تناول أدوية تساعد في تحسن الحالة المزاجية والنفسية، وتعالج حالة الاكتئاب التي تعاني منها.
وفقك الله لما فيه الخير.