السؤال
أرجو قراءة استفساري بتمعن؛ لأنه قد يكون غريبا بعض الشيء.
منذ حوالي شهر كنت بعيدا عن الله، لكنه سبحانه يهدي من يشاء، وقد كنت أحفظ القرآن، لكن لم أكن أفهم معانيه، بل كنت أحفظه فقط، لكن بعد أن هداني الله بدأت أصلي، وأحاول الخشوع في الصلاة، ولكن لا فائدة، وليست هذه المشكلة!
المشكلة أنه بدأت معي منذ هداني الله وساوس لا تنتهي في الإيمان، والإسلام، والعقيدة، ولا أعرف كيف أنتهي منها، سواء كانت من شر نفسي، أو من شر الشيطان وشركه؛ فإنني كنت أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وكانت تذهب لفترة لا تتجاوز الساعة، ثم تعود، لكني كنت أخاف منها.
أخاف من أن أكون قد كفرت، ولكن عندما سألت أحد الشيوخ النصيحة نصحني بألا أجلس بمفردي، حتى لا ينفرد الشيطان بي، لكن حتى عندما أكون مع أصدقائي تأتي علي لحظات أعود إلى هذا التفكير، خاصة وأني مريض بالوسواس القهري.
كنت أكثر من الاستعاذة، وقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، حتى إنني كنت أحاول أن أشغل نفسي بالتفكير في أي شيء آخر، لكن عندما كنت أعود لنفسي أشعر أنني قد كفرت (أعوذ بالله) وأن الله لن يقبل توبتي؛ لما يأتي في خاطري، ولو أن هناك مكانة أدنى من مكانة الشيطان لوضعني الله فيها، ومع أنني أخاف من الله كثيرا، وأدعو الله بالبكاء، وأخاف من سوء الخاتمة.
شيء ما في نفسي يقول لي أكفر (أعوذ بالله) لكن إذا ابتعدت عن الله، وارتكبت معصية تبتعد عني كل الوساوس، وعندما أتوب إلى الله تعود إلي هذه الوساوس، وأحاول أن أثبت نفسي بكل ما وكلني الله به من قوة، لكن لا فائدة، فأشعر بالضعف، وأنني قد كفرت تماما، ولا مجال لتوبتي، وأن نفسي تساعد الشيطان، ولا تساعدني، خاصة أنني أشعر أني أصبحت ضعيفا، وارتعبت من كثرة ما أفكر به، وكلما أبعد نفسي عن التفكير بهذا الأمر أرجع له ثانية بأمر مني؛ خوفا أن أكون تركت نفسي على الكفر.
لا أعرف ماذا أفعل، بالله عليكم عجلوا في الإجابة؛ فإني متعب نفسيا، وخائف من كل من حولي، وأشعر أن نفسي تميل لترك الإسلام (أعوذ بالله) وأشعر أن الله سيقبض روحي غير راض عني، لكني أستعيذ بالله، وأرجع إلى نفسي مرة أخرى، وأحاول أن أقنعها أن هذا حرام، وأرجع لآيات القرآن والأحاديث، لكن نفسي ترفضها، ولا أعرف لماذا.
أشعر أن الله غير راض عني، خاصة أني لم أعد أواجه هذا الشك بنفس القوة التي كنت أواجهه بها في بدايته، لكن المشكلة أني كلما تركته شعرت أني تركته عند نقطة قد كفرت فيها؛ فأعود إليه لأبعده تماما عن طريقه الذي يريدني أن أنساق فيه، وعندما أشعر أنني أنساق في هذا الطريق؛ أعود وأصلي، وأتوب إلى الله، لكن نفسي الأمارة بالسوء، التي لو استطعت قتلها لقتلتها.
بالله عليكم عجلوا في الإجابة؛ لترد على نفسي، وعلى شيطاني الرجيم.