السؤال
السلام عليكم
أعاني من تلعثم في الكلام، وخصوصا في المدرسة، وعندما يطلب مني الأستاذ القراءة؛ أخاف أن أتلعثم، وأحرج أمام زملائي في القسم، فتبدأ تلك المشاعر السلبية بظهور القلق والخوف والرجفة، وخفقان القلب، وصعوبة التنفس، وعلما أني عندما أبدأ القراءة لا أتلعثم سوى في بعض الحروف، وأتكلم بطريقة طبيعية، وتذهب تلك المشاعر السلبية، فأرجو أن تجدوا حلا لي، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بهذا السؤال.
ربما أكبر مشكلة مع الخوف هو الخوف من الخوف نفسه، بينما إذا لم نخف من الخوف فلربما يصبح أمرا في غاية البساطة، فالخوف حالة نفسية طبيعية عند كل الناس، ولكن إذا زاد عن حده؛ أصبح مشكلة أو مرضا، فكيف تعمل على التقليل من شدة هذا الخوف، وبحيث يبقى ضمن الحدود الطبيعية، ككل الناس.
إن صلب ما وصفت في سؤالك هي حالة نفسية نسميها عادة الارتباك أو "الرهاب الاجتماعي" حيث يشعر الشخص بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وخاصة عند الحديث أمام الناس كالمعلمين والطلاب أو في بعض المناسبات المعينة، وقد يشعر الشخص باحمرار الوجه، وتسرع ضربات القلب، بينما نجد هذا الشخص نفسه يتكلم بشكل طبيعي ومريح عندما يكون في صحبة شخصين أو ثلاثة فقط، وكما يحدث معك.
قد يترافق هذا الخوف أو الارتباك ببعض الأعراض العضوية كالتعرق والإحساس وكأنه سيغمى عليه، أو أن الناس ينظرون إليه، وقد يحاول الشخص بتجنب الحديث أو الإسراع للخروج من المكان الذي هو فيه من أجل أن يتنفس؛ لأنه قد يشعر بضيق التنفس وكأنه سيختنق.
في معظم الحالات، ينمو الشخص ويتجاوز هذه الحالة، وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة، وخاصة أيضا عند الشباب ممن هو في سنك، وبحيث لا يعود في حيرة من أمره، وهو لا يعرف ما الذي يجري معه. فهذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من الرهاب الاجتماعي، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء.
قد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، كذلك أن تحاول أن لا تتجنب المواقف التي تشعر فيها بهذا الارتباك؛ لأن هذا التجنب قد يزيد الأعراض ولا ينقصها، والنصيحة الأفضل أن تقتحم مثل هذه التجمعات المجتمعية، ورويدا رويدا ستلاحظ أنك بدأت بالتأقلم والتكيف مع هذه الظروف الاجتماعية.
ستلاحظ من خلال زمن قصير أن الحالة بدأت تتحسن.