أعيش في ضيق بسبب الغربة وعدم تفاعل الناس معي.. هل أرجع لبلدي؟

0 249

السؤال

أعيش في أوروبا منذ سبع سنوات، أحيانا أمزح مع الناس، وعندما أنتهي من المزاح، وأجد منهم ما لا أحب، بعد ذلك أصبح غاضبا ونادما، بعد ذلك أفكر لماذا لم أقل كذا؟ أو أفعل كذا؟ وماذا كان قصده؟ أشعر بالندم وضيق الصدر، وأفكر في ذلك في يومي كله، حاولت أن أنسى، لكني لم أنس، أظل أفكر أنه كان من الأفضل أن لا أفعل كذا وكذا لكي أتجنب هذا.

أحيانا عندما ألتقي بالناس، وأتحدث معهم، وأرى أو أسمع ما أكرهه لا أستطيع الرد في بعض الأحيان، أو لا أعطي الإجابة الصحيحة، وأفكر لماذا لم أجب؟ ولماذا لم أكلمه؟ ولماذا يضحك؟

أحيانا أفكر أن أنتقم أو أفعل مثلما يفعل، وبعد يوم عندما أذهب إليه وأسأله ماذا كان يقصد بقوله كذا؟ فيقول إنه لا يقصد شيئا، ثم أقول في نفسي لماذا سألته؟ وأن فهمي خاطئ.

أعيش وحدي، وأشعر بالغربة، ولا أتحدث إلى الناس كثيرا لأتجنب أن أسمع ما أكره حتى لا يحدث عندي تأثير في حياتي، وأشعر أنه لا أحد يتصل بي، ولا أتصل بأحد إلا أمي وصديقي، وغير ذلك في المعاملات.

أفكر أن أهجر هذا البلد إلى بلاد الإسلام، لكني أفكر أن أكسب بعض المال، ثم أعود حتى أبدأ حياة جديدة هناك، بماذا تنصحونني؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يرزقك سعة الصدر، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

وجود الإنسان مع الناس ضرورة، والإنسان مدني بطبعه، ولكن لكل شيء ثمن وضريبة، والمؤمن الذي يخالط ويصبر خير من الذي لا يخالط ولا يصبر، ونتمنى أن لا تأخذ الأمور أكبر من حجمها، ولا تتوقف عند كل صغيرة وكبيرة.

واعلم أن الشيطان يئس أن يعبده المصلون، ولكن رضي بالتحريش بينهم، فتعوذ بالله من شره وهمزه ونفثه، وعامله بنقيض قصده، وعود نفسك حسن الظن، واحمل كلام الناس على أحسن المحامل، ولا تظنن بكلمة خرجت من أصدقائك شرا، وأنت تجد لها في الخير محملا، والتمس لهم الأعذار فإن لم تجد عذرا ظاهرا، فقل لعل عندهم عذر لا تعلم به.

وإذا كانت المخالطة مطلوبة ومفيدة، فإن التحكم فيها، وحسن اختيار المخالطين هو قاعدة النجاح، والحياة مدرسة وتجارب، فهيء نفسك للإفادة والاستفادة، وهون على نفسك، ولا تجعل المواقف السالبة تتمدد في حياتك، وتذكر أن من قال لك الكلام نائم، وأنت نادم.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والصبر فإن العاقبة لأهله، ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك.

مواد ذات صلة

الاستشارات