السؤال
السلام عليكم.
سمعت أن الآثار الجانبية للدواء قد تقود إلى أمور سيئة، من أبسطها التفكير بالانتحار.
وسمعت أيضا أن المقلعين عن الدواء -ولو بشكل منتظم- يتعرضون لنوبات تشبه صعق الكهرباء بعد ترك الدواء، وهذا مقلق، فما رأيكم؟
السلام عليكم.
سمعت أن الآثار الجانبية للدواء قد تقود إلى أمور سيئة، من أبسطها التفكير بالانتحار.
وسمعت أيضا أن المقلعين عن الدواء -ولو بشكل منتظم- يتعرضون لنوبات تشبه صعق الكهرباء بعد ترك الدواء، وهذا مقلق، فما رأيكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأدوية لها آثار جانبية كثيرة جدا، وهذه الآثار تختلف من دواء إلى آخر. الآثار الجانبية منها البسيط ومنها المتوسط ومنها الشديد، ومنها ما يعتبر أثرا جانبيا سميا، أي قد يسبب مشاكل كثيرة، لكن هذا لا يعني أبدا أن الأدوية خطيرة؛ فالأدوية حين تعطى للتشخيص الصحيح وبواسطة الطبيب الصحيح وبالجرعة الصحيحة، وأن يكون المريض صحيحا، بمعنى أنه متبع للإرشادات الطبية المتعلقة بالدواء، أعتقد أنه هنا تكون النتائج رائعة جدا.
وبفضل من الله تعالى أدوية الحالات النفسية الجديدة –أي التي تعالج الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والخوف والوساوس– الذي يميزها هو مستوى السلامة، والـ (بروزاك Prozac) حين جاء وروج في الأسواق الدوائية عام 1988لم تكن حقيقة ميزته هي الفعالية فقط، إنما السلامة، لأن مضادات الاكتئاب التي سبقته مثل الـ (امتربتلين Amtriptyline) والـ (امبرمين Imipramine) بالرغم من أنها أدوية متميزة جدا لعلاج الاكتئاب، لكن كانت آثارها الجانبية ومشاكل السمية الشيء الرئيسي الذي قد يجعلها مضرة في بعض الأحيان.
بالنسبة لموضوع الأدوية النفسية وهل تسبب التفكير في الانتحار؟
هذا الكلام أثير حين أتت الأدوية مثل الـ (بروزاك Prozac) والـ (زيروكسات Seroxat) والـ (سيرترالين Sertraline) قيل أنها قد تحرك الأفكار الانتحارية لدى بعض اليافعين والمراهقين، وهؤلاء اتضح في نهاية الأمر أنه في الأصل لديهم اكتئاب وجداني ثنائي القطبية، في 5-10% منهم ربما تأتي بعض الأفكار الانتحارية، لكن لم ينفذ أحد منهم الانتحار، والتحوط الذي يتخذ الآن هو أن الأدوية النفسية في معظمها يجب ألا تصرف لمن هم دون سن الـ 17، إلا بمعرفة الطبيب، وهنالك أدوية لا تصرف لهذه الفئة. فأرجو أن تطمئن تماما.
بالنسبة لموضوع الصقع الكهربائي الذي سمعت عنه، نعم هذا يحدث في بعض الأدوية التي لديها آثار انسحابية، مثلا الزيروكسات والذي يسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) إذا توقف عنه الإنسان فجأة قد يحس بشيء من الدوخة والتعرق، وكأن صقعا كهربائيا خفيفا يسري في جسمه، وهكذا. إذا هذه الصقعات قد تحدث، لكنها تحدث نسبة للتوقف الخاطئ عن الدواء، وليس أكثر من ذلك، وهي لا تحدث في جميع الأدوية.
إذا التحوط والتدرج واتباع الخطة العلاجية في التوقف عن الأدوية يعتبر ضرورة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.