السؤال
السلام عليكم
استخدمت السيروكسات 20 لمدة 4 سنوات للقلق والخوف، وكانت أفضل سنين حياتي، وبعد بعض الضغوطات أصبت بالاكتئاب رغم تناولي للسيروكسات.
راجعت طبيبا نفسيا، وزاد جرعة السيروكسات، دون فائدة، وبعدها وصف لي أحد الأطباء سيروكسات 25 مع فافرين 50 -والحمد لله- حلت المشكلة، وبعد فترة أصابني نوع من النشاط والثقة الزائدة في النفس، وقلة النوم دون الاكتئاب، وأعتقد أنه شعور جيد أفضل من الاكتئاب.
بعد فترة أصبت بالاكتئاب مرة أخرى، مع أني أتناول الدواء، خلال تلك الفترة استخدمت كثيرا من مضادات الاكتئاب، وما زلت أستخدم سيروكسات 25 وفافرين 100، وما زال هناك نوع من الاكتئاب والقليل من القلق والتوتر، أعتقد أن مضادات الاكتئاب أصبحت تأتي بنتيجة عكسية، فما هو السبب؟ وما هو علاج هذه المشكلة؟
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك – أخي الكريم – في استشارات إسلام ويب، وأنا حقيقة تفحصت رسالتك هذه وحاولت أن أوازن الأمور بصورة علمية، ونسبة لثقتك في شخصي الضعيف وددت أن آتيك برأي -إن شاء الله تعالى- يكون فيه الخير لك.
أخي الكريم: استجاباتك لمضادات الاكتئاب كانت جيدة، بعد ذلك حصل هنالك نوع من اضطراب الاستجابة، حدث شيء من النشاط وبعد ذلك ضعفت الاستجابة للدواء تماما.
أخي الكريم: أنا أستطيع أن أقول – وأنا على درجة معقولة جدا من اليقين وليس اليقين المطلق – أستطيع أن أقول: إنه ربما يكون لديك درجة بسيطة مما يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، يعني أن حالة الاكتئاب التي تعاني منها ليست اكتئابا آحاد القطب، وإنما هو في الغالب اضطراب وجداني ثنائي القطبية مع هيمنة القطب الاكتئابي.
هذا التشخيص – أخي الكريم – أصبح في السنوات الأخيرة مصدر اهتمام الكثير من الباحثين والعاملين في مجال الطب النفسي من الأطباء والمختصين، وهذا يقود حقيقة إلى أن مضادات الاكتئاب – أو على الأقل ليس جميعها – هو العلاج الأمثل بالنسبة للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، حتى وإن كان من النوع البسيط.
أنا لا أقول إن مضادات الاكتئاب ممنوعة على الإطلاق، لكن يجب التعامل معها بحذر، ولا بد من استعمال أحد مثبتات المزاج.
أخي الكريم: أنا أرى الـ (لاموتريجين lamotrigine ) والذي يعرف تجاريا باسم (لاميكتال Lamictal) وهو من الأدوية الفاعلة جدا في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، حين يكون القطب الاكتئابي مهيمنا، أرى أنه ربما يكون من الأفيد والأصلح أن تتناول هذا الدواء مع الـ (زيروكسات Seroxat)، ولا داعي للـ (فافرين Faverin).
اللامكتال - إذا اقتنعت به - دواء جيد ودواء ممتاز، لكنه بطيء الفعالية جدا، أي أنه يحتاج للصبر حتى يتحصل الإنسان على فائدة منه.
بدايات جرعات اللامتكال لا بد أن تكون بسيطة، أي جرعات قليلة، خمسة وعشرون مليجراما مثلا صباحا ومساء، ثم بعد أسبوعين ترفع إلى خمسين مليجراما صباحا ومساء، وهذه ربما تكون جرعة كافية بالنسبة لك، فاستمر عليها لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر مثلا، وإذا تحسنت عليها فهذا هو المقصود، وإن لم تتحسن فارفع الجرعة إلى مائة مليجرام صباحا ومساء.
أخي الكريم: اللامكتال أحد آثاره الجانبية التي تحتم التوقف عن تناوله إذا حدثت هي الحساسية الجلدية، هنالك متلازمة ونادرة جدا قد تحدث من تناول اللامكتال، ومن أعراضها الحساسية الجلدية، فإن حدث شيء من هذا يجب التوقف عن اللامكتال مباشرة.
أخي: حتى تكون أكثر اطمئنانا - وكذلك حتى أطمئن أنا – أرجو أن تتواصل مع طبيبك، طبيبك النفسي الذي يشرف على علاجك.
أرجو أن تعرض عليه هذه الأفكار، وإضافتي هذه -إن شاء الله تعالى- تكون مفيدة جدا لك، إضافة اللامكتال أعتقد أنها ستكون جيدة لعلاج الاكتئاب والقلق والتوتر الذي ينتابك، وألا تدخل في أي مراحل يزيد فيها نشاطك الذهني أو نشاطك الجسدي.
أخي الكريم: اللجوء إلى الآليات العلاجية الأخرى غير الدوائية نحن دائما ننصح به ونحتم عليه، فكن حريصا على ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.