السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
يا إخواني: أنا أعاني من ضيق وهم، وأحس أني حزين، وأفكر في الموت، ولم أعد أرتاح في النوم، ولي على الحالة هذه (3) سنوات، وطبعا أول ما جاء ضيق في التنفس، وألم في الصدر قريب من القلب، وسرعة ضربات القلب، وبقيت على هذا الحال نحو (4) أشهر، ثم اختفت، ثم ظهرت عندي الأعراض التي ذكرتها سابقا.
ألاحظ أنه حدث انتفاخ في البطن مع الغازات، فهل لهذا علاقة بالعادة السرية؟ فأنا مدمن على العادة السرية أكثر من (6) سنوات، وأفعلها في اليوم أكثر من (3)! وأنا الآن عمري (17).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الابن الكريم: ما تعاني منه منذ ثلاث سنوات من ضيق وهم وخوف وتفكير في الموت هي أعراض مختلطة، أعراض قلق وأعراض اكتئاب، ويمكن أن يكون مصدرها توترا وضيقا من شيء ما، وأيضا ضيق التنفس وآلام الصدر، وسرعة ضربات القلب هي أعراض توتر نفسي واضح، وكذلك انتفاخ البطن والغازات هي أعراض جسدية للتوتر.
إذا –يا ابني الكريم– أنت تعاني من أعراض ظاهرة وواضحة للتوتر النفسي، وأنت صغير السن وعادة في سن سبع عشرة سنة لا يحدث توتر شديد في هذا العمر، ولكن يجعلنا ننتقل إلى سؤالك الثاني عن مدى ارتباط هذا الشيء بالعادة السرية؟
أرى أن الارتباط غير مباشر؛ لأنك تدرك في قرارة نفسك أن العادة السرية عادة محرمة علينا في ديننا، ولكنك مع ذلك تمارسها، أي أنك تعيش في حالة من الصراع النفسي وتأنيب الضمير، وهذا سبب لك القلق والتوتر طيلة هذه الفترة.
إذا التوتر والقلق الذي تشعر به هو ناتج من الصراع داخلك بممارستك للعادة السرية ومعرفتك أنها حرام، ولكنك مستمر فيها.
لذلك أرى للتخلص من هذا التوتر والقلق أن تتخلص من العادة السرية، وذلك بأن تضع وقتا محددا للتخلص من هذه العادة، وأرى أن في كثير من استشارات هذا الموقع ذكر في استشارات عديدة كيفية التخلص من العادة السرية والتوقف عنها، وأحيلك لكل هذه الاستشارات، وإذا توقفت عنها -إن شاء الله تعالى- سيتوقف التوتر والقلق النفسي الذي تعاني منه، وما تعاني منه ليس نتيجة مباشرة، إنما نتيجة غير مباشرة لما يعتلج داخل نفسك من صراع نفسي حول ممارسة العادة السرية، والعلاج هو في التوبة والرجوع إلى الله تعالى، بالتزام أوامره واجتناب نواهيه.
وفقك الله، وسدد خطاك، وهداك يا بني.