بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يؤسفني -يا ابنتي- معرفة بأنك ما زلت مستمرة في ممارسة هذه العادة الضارة والمحرمة, على الرغم من أنك قد بدأت تعانين من آثارها، فاحذري-يا ابنتي- وسارعي إلى التوقف عنها, وتذكري بأن جسمك لم يخلق للعبث, بل خلق لمهمة عظيمة في هذه الحياة، هي الحمل والإنجاب, وهو أمانة عندك ستسألين عنها يوم القيامة, فحافظي على هذه الأمانة.
إن ما شعرت به بعد آخر ممارسة من ألم حدث في جهة المبيضين, فعلى الأرجح بأنه نتج عن تشنج الأربطة الرحمية والمبيضية في الجهتين, فهنالك أربطة ليفية وعضلية ثبت أو تعلق الرحم والمبيضين في مكانها, وبسبب كثرة الشد والضغط, فإن هذه الأربطة قد تصاب بالتشنج في الجهتين معا، وقد يستمر ذلك التشنج المؤلم لبضعة أيام, لذلك وبما أن هذا الألم قد اختفى، فاطمئني ولا داعي لعمل أي شيء الآن, لكن إن حدث وتكرر ثانية، ولأي سبب كان, خاصة إن استمر لفترة أطول, فهنا يصبح من الضروري جدا, أن يتم عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين.
إن التشنج في الأربطة لا يسبب العقم مستقبلا, وسيزول حتما بعد التوقف عن ممارسة العادة السرية, لأنه ناتج عن الشد والضغط- كما سبق وذكرت-، بالنسبة للإفرازات والحكة, فيمكنك تناول العلاج التالي:
1- حبة واحدة فقط، من دواء يسمى ( دفلوكان ) عيار 150 ملغ.
2- حبتين يوميا من دواء يسمى ( كلينداميسين ) عيار 300 ملغ, حبة صباحا وحبة مساء، لمدة أسبوع.
3- استخدام نوعين من الكريمات على الفرج لعلاج الحكة: كيناكومب, بيتنوفيت، دهن مرتين من كل نوع, وبالتناوب بين النوعين, طوال مدة تناول الحبوب السابقة.
ولأساعدك في التخلص من تلك الممارسة القبيحة أقول لك: إن جسم الأنثى لا يحتاج إلى أي ممارسة قبل الزواج لتفريغ شهوته, فليس لدى الأنثى ما تفرغه, لأن البويضة التي تخرج من المبيض, تخرج مرة واحدة في الشهر فقط, ويجب أن تبقى في داخل الرحم, وهرمون الرغبة الجنسية -التستوسترون- لا يرتفع في دم الأنثى بشكل ملحوظ إلا في فترة التبويض، وهو ارتفاع نسبي بسيط وليس شديدا, لا يلبث أن يعود إلى المستوى الطبيعي المنخفض بعد ذلك، ولعل في ذلك حكمة ربانية عظيمة, وهي أن تلتفت المرأة إلى تلك الفترة من الدورة, فتقبل وتتجاوب مع زوجها, فيحدث الحمل وتستمر البشرية -بإذن الله تعالى-، إن هذه الحقيقة العلمية, لا تعني بأن المرأة ليس لديها رغبة جنسية, لكنها تعني بأن رغبتها ليست ثابتة مثل الذكر، بل تتغير حسب أيام الدورة, وهي ليست رغبة عشوائية, بل رغبة سهلة التطويع جدا, لأنها مرتبطة بالحمل والإنجاب، وتتحكم فيها العوامل العاطفية والنفسية بشكل كبير جدا.
أن ممارسة العادة السرية عند النساء هي ممارسة مكتسبة, أي أنها مثل أي عادة سيئة أخرى كالنهم إلى الطعام، وتتم ممارستها في أغلب الحالات, كنوع من التعويض العاطفي والنفسي, فالفراغ العاطفي والنفسي, وعدم وجود ما يشعر الفتاة من الداخل بالرضا والمتعة, يجعلها تبحث عن المتعة الخارجية عن طريق هذه الممارسة, بعد أن تكون قد تعرفت عليها مصادفة, ولأن هذه المتعة هي متعة مؤقتة، يرافقها شعور بالذنب وتأنيب الضمير, فإنها تخلف وراءها الكثير والكثير من المشاعر السلبية، التي ستزيد من المعاناة النفسية للفتاة، فتقوم بالبحث عن الراحة والمتعة ثانية, للتخلص من هذه المشاعر السلبية، فتمارس العادة السرية ثانية, بل بشراهة أكثر، حتى لو قل استمتاعها بها.
ولو توافر للفتاة الدعم النفسي والعاطفي الكافي, وخرجت من مشاعرها السلبية، ولو شغلت نفسها بأشياء يكون لها مردودا إيجابيا على نفسيتها ومشاعرها، تولد في نفسها الرضا والمتعة, كممارسة هواية مفيدة, الانخراط بالأعمال الخيرية والتطوعية, حضور حلقات الذكر وحفظ القرآن, أو أي عمل أو هواية تشغل وقتها وتفكرها وتشعرها بأهميتها, وبأنها منتجة وفعالة ومفيدة, لوجدت بأنها لم تعد تفكر مطلقا في مثل هذه الممارسة, لأن المتع التي تحصل عليها من مثل هذه الأعمال الجميلة، هي أكبر وأدوم, فيزداد تقديرها لذاتها, وترى الحياة بمنظور أجمل وأنضج.
لذلك أنصحك -يا ابنتي- بسبر أغوار نفسك, والبحث عما يجلب لك السعادة والرضا من عمل أو هواية, ثم احرصي على تنميته وتوجيهه التوجيه الصحيح, واجعلي لك هدفا واضحا, تسعين إلى تحقيقه، وجددي التزامك به كل صباح.
وأنصحك أيضا بالبحث عن الظرف الذي تشعرين معه بأنك تضعفين وتفكرين في ممارسة العادة السرية, ثم اعملي على تغيير هذا الظرف بكل الوسائل, أو اجعلي منه ظرفا غير مناسب لممارسة هذه العادة, وسأضرب لك مثالا على ذلك: إن كنت تشعرين بأنك تمارسينها كلما جلست في سريريك, أو عند ذهابك للنوم, فلا تستخدمي السرير إلا للنوم فقط, ولا تخلدي للنوم إلا في الليل وأنت بحالة نعاس شديد, بحيث تستغرقين بسرعة في النوم, ولا يكون أمامك متسعا من الوقت للتفكير في أي شيء, وللمساعدة أيضا يمكنك وضع ورقة فوق السرير، أو أي مكان آخر, وعندما تنجحين في منع نفسك من ممارسة تلك العادة, ضعي إشارة صح على الورقة, وعندما تفشلين، قرري وضع علامة خطأ, والمهم هو أن تنجحي في أول مرة, لأن النجاح الأول سيعطيك دفعة إلى الأمام، سيجلب لك نجاحات أخرى, وهذا سيزيد ثقتك بنفسك, وسيعيد لك تقديرك لذاتك, وسيجتمع عندك بضع علامات من الصح على الورقة, فتشكل خطا مستمرا من النجاح، وكلما راودتك فكرة الممارسة بعد ذلك, ومهما كان الظرف, اذهبي بسرعة وانظري إلى تلك الورقة, وإلى جمال ذلك الخط المستمر من علامات الصح أو النجاح, فحينها ستشعرين بالتردد والرفض لتشويه منظر ذلك الخط الجميل, والذي يمثل نجاحك وقوة إرادتك.
وأؤكد لك على أن هذه الطريقة مجدية, حتى لو بدت لك غير ذلك, لكنها تحتاج إلى إرادة والتزام وعزيمة صادقة، وكلي ثقة في أنك تملكينها جميعا -بإذن الله تعالى-.
أسأله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.