أعاني من تقدم الأسنان والفك العلوي، فما وسيلة إرجاعهما للوضع الطبيعي؟

0 260

السؤال

السلام عليكم.

أنا عمري 26 سنة، وأريد أن أعمل تقويم للأسنان العلوية؛ لأنها متقدمة، وأخبرني الطبيب أن التقويم سوف يرجع الأسنان العلوية فقط، ولن يرجع الفك العلوي المتقدم، وأن إرجاع الفك يحتاج إلى عملية جراحية، وأنا لا أريد إجراء العملية لصعوبتها في بلدي غزة.

فهل من الممكن أن أدعو وأقول: اللهم اجعل التقويم يرجع الفك لوضعه الطبيعي، أم أن هذا الدعاء اعتداء؟

علما أن التقويم يستطيع إرجاع الفك المتقدم، لو كان العمر أقل من 18 سنة حسب قول الطبيب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختي الكريمة- في موقع استشارات إسلام ويب.

إن سوء إطباق الأسنان يؤدي إلى فقد العلاقة السليمة بين انطباق الأسنان مع بعضها البعض من جهة، وعلاقة الفكين مع بعضهما من جهة أخرى، وقد يكون المسبب هو ازدحام الأسنان وتراكبها، ويفيد في هذه الحالة العلاج التقويمي للأسنان بالأجهزة التقويمية الاعتيادية، أو قد يكون السبب هيكلي، وهو صغر أو كبر أو ميلان أحد الفكين العلوي أو السفلي أو كليهما.

ولمشاكل ازدحام الأسنان وسوء الإطباق عوامل وراثية تتنتقل للشخص بصفة وراثية قوية، كما قد يكون الرض على الفكين بعمر صغير تطور إلى مشاكل سوء إطباق هيكلية.

أختي الكريمة: في أغلب حالات سوء الإطباق أو في حال وجود سوء إطباق عند الوالدين، أو في حال تعرض الشخص، وخصوصا الأطفال لأي رض قد يؤثر على نمو الفك، يتوجب المتابعة الدورية مع الطبيب، وبعمر يبدأ من 6 سنوات، ويستمر في المتابعة حتى عمر 18 سنة، فترة اكتمال نمو العظام وتمعدنها الكامل، فأية مشكلة تقويمية سنية أو هيكلية يكون حلها بسيطا في بدايته.

يتوجب على طبيب التقويم إجراء الصور الشعاعية اللازمة للفكين والأسنان، وعمل دراسة جيدة لهذه الصور؛ لتحديد سبب الخلل هل هو على حساب العظم أم على حساب الأسنان، فإذا كانت المشكلة بسبب هيكلي، على حساب عظم الفك، من صغر أو كبر أو ميلان في أحد أو كلا الفكين، يجب أن يبدأ العلاج بعمر صغير بأجهزة تقويمية متحركة خارج أو داخل الفم، لعمل كبح نمو الفك في حال تقدم الفك أو تنشيط نمو الفك في حال صغر الفك أو ميلانه وغيرها، وكل مريض عل حسب تشخيص الحالة، فالبدء بالعلاج بهذه الأجهزة بعمر صغير يجنب الشخص التعرض للجراحة لتعديل سوء الإطباق بعد عمر 18 سنة، وفترة إكتمال نمو وتمعدن العظام، والتي تحتاج إلى إجراء التخدير العام، وعمل قطع جراحي لعظام الفكين لإرجاعها للوضع الطبيعي.

أختي الفاضلة: من الطبيعي أن يؤثر سوء الإطباق السني أو الهيكلي -سواء تقدم أو تراجع أو ميلان الفك- على منظر الشخص أثناء الكلام أو الإبتسامة، أما من الناحية الطبية يتوجب إجراء تصحيح لأي خلل إطباقي سني أو هيكلي إذا تسبب في أي أذية لاحقة على عملية مضغ الطعام، أو نطق الحروف بشكل صحيح، أو أي تطور لتنفس فموي، مع عدم إهمال الناحية الجمالية للشخص أثناء الكلام أو الإبتسامة، لذلك يجب تقييم الضرر الحاصل من سوء الإطباق لإتخاذ الإجراء العلاجي المناسب.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، ولك مني أطيب الأماني.
--------------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. أنس العطية -استشاري أمراض الفم والأسنان-،
تليها إجابة: الشيخ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-،
--------------------------------------------------------------
مرحبا بك – أختنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لك العافية والشفاء.

ما سألت عنه من صيغة الدعاء لا نرى فيه حرجا ولا مانعا، وليس فيه اعتداء، لأن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، وليس هذا من صور الاعتداء الذي يعدها العلماء اعتداء، فهو سؤال لما يجوز ويمكن، وليس شيئا على خلاف سنن الله تعالى، ولا سؤال ما لا يكون للعبد.

ونحن ننصحك بأن تعلقي قلبك بالله سبحانه وتعالى، وتعلمي يقينا أن ما يقدره الله تعالى لك هو الخير، وما ييسره لك هو ما يصلحك، فإنه سبحانه وتعالى أرحم بك من نفسك، وأعلم بما يصلحك، والرضا بقضاء الله تعالى وقدره جنة معجلة في هذه الدنيا، وقد قال سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

نسأل الله تعالى لك الخير كله أن يقدره لك، وأن يرضيك بما قدره لك، إنه جواد كريم.

مواد ذات صلة

الاستشارات