لا يستطيع مضغ الطعام وتحريك فكه..هل بسبب دواء الفصام؟

0 281

السؤال

يعاني صديقي من مرض الفصام أو الذهان، فهو يسمع أصواتا، وقد صف له الطبيب دواء Chlorpromazine 50 و Risnia 3 وهو يستعمله منذ خمس سنوات .

لا يستطيع النوم إلا بعد شرب الدواء, وتعود له أعراض المرض عدة مرات خلال السنة الواحدة.

في السنة الأخيرة بدأ لسانه بالارتفاع للأعلى ويعوقه أثناء الكلام، ولا يستطيع مضغ الطعام، وأصبحت حركة الفك صعبة بالنسبة له.

هل ما يعانيه أخيرا بسبب الدواء؟ وما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد النجار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأدوية التي وصفت لمرض الفصام هي أدوية جيدة، وأدوية مفيدة، وجرعاتها معقولة، والاستمرار عليها مفروض وواجب؛ لأن مرض الفصام كثيرا ما يكون مرضا مزمنا، ومن الواضح أن هذا الأخ – حفظه الله – حين يتوقف عن الأدوية تحدث له الانتكاسة المرضية، ونحن لا نريد للانتكاسات أن تتكرر أبدا -أخي الكريم-.

إذا كان نومه غير جيد يمكن أن يرفع جرعة الـ (كلوربرومازين Chlorpromazine) إلى مئة مليجرام، والـ (رزسنيا Risnia)، والذي يعرف تجاريا باسم (رزبريدال Risporidal)، أو ما يسمى علميا باسم (رزبريادون Risperidone) عقار جيد جدا لعلاج أمراض الفصام، وفي بعض الأحيان نرفع الجرعة إلى أربعة مليجرام ليلا، إذا كانت الأعراض لا زالت نشطة.

فإذا هنالك مجال لأن تعدل أدوية هذا الأخ، وتتحسن أحواله -إن شاء الله تعالى- .

بالنسبة للأعراض التي تحدثت عنها وهي ارتفاع اللسان والمشكلة التي تحدث له من تلعثم، وأنه لا يستطيع مضغ الطعام: هذا نعم وارد في حالة استعمال هذه الأدوية، أي أنه أحد الآثار الجانبية المعروفة جدا لعقار (رزسنيا)، وكذلك عقار (كلوربرومازين) لذا هذا الأخ لا بد أن يستعمل أدوية مضادة، وتوجد بفضل الله تعالى ثلاثة أدوية مضادة ممتازة جدا: الدواء الأول يعرف تجاريا باسم (كمدرين Kemadrin)، ويسمى علميا باسم (بروسيكليدين Procyclidine)، والدواء الثاني يعرف تجاريا باسم (آرتين Artane) ويعرف علميا باسم (بنزكسول Benzohexol)، والدواء الثالث يعرف تجاريا باسم (كونجنتين Cogentin) ويسمى علميا باسم (بنزتروبين benztropine)، كلها أدوية معروفة لدى الأطباء النفسيين، وهي أدوية بسيطة جدا، وتؤدي -إن شاء الله تعالى- إلى إزالة العرض الجانبي الذي يعاني منه هذا الأخ، فلا تؤخروا عنه أحد هذه الأدوية، وجرعة الكمدرين هي خمسة مليجرام صباحا ومساء، وجرعة الآرتين أيضا خمسة مليجرام صباحا ومساء، وجرعة الكونجنتين اثنين مليجرام صباحا ومساء.

ويا أخي الكريم: قطعا لو أخبرتم الطبيب الذي يقوم بعلاجه سوف يقوم بوصف أحد هذه الأدوية التي وصفتها الآن.

إذا: دعوه يستمر على أدويته، وفي ذات الوقت يتناول أحد الأدوية المضادة للآثار الجانبية.

توجد أدوية أخرى لا تسبب هذه الآثار الجانبية، منها عقار يعرف علميا باسم (اولانزبين Olanzapine)، ويعرف تجاريا باسم (زبراكسا Zyprexa)، وعقار يعرف تجاريا باسم (سوركويل Seroquel)، ويسمى علميا باسم (كواتيبين Quetiapine)، وعقار يعرف تجاريا باسم (إبليفاي Abilifu)، ويعرف علميا باسم (إرببرازول Aripiprazole)، لكن لا داعي أبدا لأن يتم تغيير الأدوية الحالية – رزسنيا، كلوربرومازين – لأنها بالمقابل أدوية جيدة وفاعلة، ويظهر أنها قد أفادت هذا الأخ.

سماع الأصوات قطعا هو أحد الأعراض الرئيسية جدا لدى سبعين بالمئة من مرضى الفصام، والمريض حين يتحسن قد تختفي منه هذه الأصوات، أو حتى إن لم تختف فلا يعرها اهتماما أبدا، وهذا نعتبره تقدما علاجيا جيدا جدا.

أخي الكريم: ساعدوا هذا الأخ من الناحية الاجتماعية والتأهيلية، يجب ألا نعامله كمريض، يجب أن يشارك في كل الأنشطة الحياتية، لا نجعله مهمشا؛ لأن ذلك أيضا من صميم علاج مرض الفصام.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات