السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي استشارة بخصوص زوجي، لديه تحسس منذ سنتين، في بداية الأمر أتى على شكل حكة في أي مكان في جسمه؛ رأسه أو ظهره، وعندما يحك هذا المكان تنتشر الحكة على جسمه، وتظهر حبوب حمراء منتفخة، والتحسس يظهر فجأة، وليس بتحسس موسمي، بل موجود على مدار السنة، يأتي أياما ويختفي أياما، وغالبا ما يكون موجودا، ويزيد التحسس أكثر عندما يأكل الموز أو إذا تعرض جسمه للبرد، فهل من علاج لهذا التحسس الذي أرهق زوجي?
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتصور أن ما يعاني منه زوجك الكريم هو نوع من أنواع الأرتيكاريا، أو الشرى، وهذا المرض الجلدي يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات, واحمرار, وحكة, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألم بالبطن, ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:
النوع الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة مثل: السمك، والبيض، والمكسرات، والكيوي، و...) أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.
النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.
في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.
ويمكنك العلاج باستخدام مضادات الهستامين من الأجيال الحدثية مثل: (Fexofenadine 180mg or Desloratine or Levocetrizine) بواقع قرص واحد مرة واحدة يوميا صباحا، ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مثل الـ (Hydroxyzine 10 mg) مرة واحدة مساء، إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل، أو مرض للمريض باستخدام الأنواع الحديثة فقط، ويوجد علاجات متعددة أخرى يكون استخدامها بعد تقييم الطبيب للحالة إكلينيكيا، ومتابعة مدى استجابتها للعلاج، ولذلك أنصح أن يكون علاجه تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأيضا للتأكد من التشخيص، وسبب حدوثه، وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة، وفحص الجلد، وطلب بعض الفحوصات المعملية اللازمة أو ما شابه، وتختلف مدة العلاج من مريض إلى آخر.
وتوجد بعض أنواع الأرتيكاريا، أو الشرى غير التقليدية مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء، أو بداية التعرق، وتغير درجة حرارة الجسم، كما ذكرت.
ويمكن أن يصاب المريض بالأرتيكاريا التقليدية مصحوبة بالأنواع الأخرى، وفي الغالب يكون العلاج بمضادات الهستامين -كما ذكرت سابقا- واستبعاد إصابة الزوج –لا قدر الله- بأي مشكلات تسببها، وعلاج وتدارك تلك المشكلات على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي، ويجب كذلك تجنب الأشياء التي تسبب التهيج مثل بعض المأكولات -كما ذكرت- والتأكد من أن البرد له علاقة مباشرة كنوع من الأرتيكاريا الغير تقليدية بإجراء بعض الاختبارات المحددة لذلك.
جزاك الله خيرا عن زوجك، ووفقكم الله، وحفظكم من كل سوء.