هل يحق للأم أن تغضب إن غير ابنها بيته لأسباب قهرية؟

0 255

السؤال

السلام عليكم.

مستعجلة جدا على الإجابة لو سمحتم.

إذا غضبت الأم على ابنها، ودعت عليه وعلى زوجته وطفليه، والسبب أنه انتقل إلى منزل آخر؛ لأن منزله أصبح قديما جدا، ولا تدخله الشمس، وهي ليس لها أي علاقة بالموضوع، ولم يكلفها ليرة واحدة، وبيتها أجمل وأكبر من بيته، وقد فرشه لها كله على نفقته، فهل غضبها مقبول عند الله عزوجل؟

علما أنه حاول بشتى الوسائل إقناعها أن منزله أصبح غير صالح للسكن بالنسبة له.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – أختنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب.

حق الوالدة على الولد عظيم، وقد قرن الله سبحانه وتعالى البر بالوالدين بعبادته -عز وجل- وتوحيده، فقال: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} والأم لها أضعاف ما للأب من البر، فأحق الناس بصحبة الإنسان في هذه الدنيا والداه، والأم مقدمة في ذلك، كما قال الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- حين سئل: من أحق الناس بحسن صحبتي يا رسول الله؟ قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (ثم أبوك).

فالواجب على الإنسان أن يتحرى أداء الحق للوالدين ويجتهد في إرضائهما، فإن الوالد أوسط أبواب الجنة، ومن بر بوالديه أصلح الله تعالى حاله، فبره أبناؤه، وصلحوا، ولهذا نصيحتنا لكل زوجة أن تكون معينة ومساعدة لزوجها على البر بالوالدين والإحسان إليهما، فإن ذلك ينعكس على حياة الإنسان، على حياة هذا الزوج واستقراره الأسري، على صلاح أولاده وذريته، ولتحذر الزوجة من أن تكون سببا في عقوق الزوج لوالديه، فإن ذلك عائد على الأسرة بأنواع من المفاسد، وكثير من النساء تخطئ الحسابات فتظن أنها باستعداء زوجها على والديه وبتهييجه ودفعه نحو التقصير في حقهما، تظن بعض الزوجات أنها بذلك تفعل خيرا لنفسها، والعكس هو الصحيح.

وأما ما سألت عنه بخصوصه كون الولد يحتاج إلى مسكن واسع أو أحسن أو نحو ذلك وانتقل إليه، فإن هذا ليس عقوقا للأم، ولكن إذا كانت الأم تحتاج من يخدمها فإن على أولادها أن يقوموا بخدمتها، وأما مجرد الانتقال من منزل إلى منزل آخر لكونه أشرح له أو أوسع أو غير ذلك، فإن ذلك لا يعد عقوقا للأم، ومن ثم فإن دعاءها بسبب هذا اعتداء، والله سبحانه وتعالى لا يحب المعتدين، كما قال سبحانه وتعالى: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين} ولكن ينبغي للابن أن يجتهد قدر استطاعته استرضاء أمه.

نسأل الله تعالى التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات