أصبحت أشعر بتغير في كل شيء وأرى كل شيء أسود، ما السبب؟

0 141

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(هذه أول مرة أشارك باستشارة على الموقع) شكرا لكم على المجهودات المبذولة، ويجعلها الله في ميزان حسناتكم.

لقد التزمت وتبت إلى الله توبة نصوحا -والحمد لله- وبتوفيق من الله أصلي الصلوات في المسجد، وأواظب على سنة الفجر، وعلى الرواتب..، وأغض بصري عن الحرام، المهم أني أجتنب كل ما هو حرام، وثقتي في نفسي تحسنت وازدادت، وقويت شخصيتي، لاحظت هذا مع زملائي في العمل، وحياتي تغيرت إلى الأفضل، وتذوقت حلاوة الإيمان، كل هذا (راحة وطمأنينة) بتوفيق من الله، والحمد لله.

في الآونة الأخيرة، ومنذ (5) أيام تغير كل شيء معي، فأصبحت لا أشعر بنفس الإحساس السابق، كل شيء قل، وأصبحت أجد صعوبة في التعامل مع زملائي في العمل، ومعنوياتي منخفضة، وأرى كل شيء أسود، مع العلم أنني لا زلت أقوم الليل، وأغض بصري عن الحرام، وأخلص في عملي. أنا حائر -والله العظيم- لا أعرف السبب! هل يكون ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، أم اكتئابا، أم ضعفا في الإيمان، أم عينا، أم حسدا؟

مع العلم أنه حصل لي مثل هذا سابقا (3) مرات، ويبقى معي لمدة أسبوع، ومن ثم أعود كما كنت, لكن هذه المرة أحسست أنه زائد عن حده, فما العمل -جزاكم الله خيرا- لقد احترت، وأخاف أن يكون شيئا نفسيا!

ساعدوني، جزاكم الله عني خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فريد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بهذا الشكل الواضح، والأسلوب الراقي.

لا شك أنه ليس ضعف الإيمان، ولا أعتقد أنه عين أو حسد، وإنما حالة نفسية يمكن أن تنتاب أي إنسان بين الحين والآخر، ولا يتعارض هذا مع الإيمان والتوكل والتسليم، بل لهذه الفترات من النوبات، ومن خلال هذه المعاناة، وبالرغم من شدة ألمها، وهذه النوبة من الحزن وشيء من الاكتئاب يمكن أن تشعرنا مجددا بقيمة الإيمان، وبنعمة راحة البال والاطمئنان، وكما يقال (وبضدها تتميز الأشياء).

وقد تنشأ هذه الحالات كردة فعل على بعض مشاكل الحياة وصعوباتها، والتي لا شك يمكن أن تعترض طريق أي إنسان، بغض النظر عن درجة إيمانه ويقينه.

والمهم هنا أن نعرف كيف نتعامل مع هذه النوبات من شيء من الاكتئاب أو الحزن، فلا نفقد الأمل، أو نتسرع في الحكم واتخاذ قرارات نندم عليها.

والأمر الآخر: أن تحاول اتباع نمط حياة متوزان من ناحية التغذية، والنوم، والنشاط الرياضي...

ومع ذلك فأرجو أن تنتبه أنه إن طالت هذه الفترات، أو كثر وتكرر حدوثها، فأرجو أن لا تتردد في مراجعة طبيب نفسي، أو أخصائي نفسي، ممكن يمكن أن يستكمل الصورة بالسؤال عن تفاصيل أخرى لم ترد في سؤالك، وليضع التشخيص المناسب، ومن ثم العلاج إن دعت الحاجة.

وفقك الله، وحماك من أي سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات