أشعر بأن صقيعا يسري في جسدي، وأنني سوف أموت

0 121

السؤال

السلام عليكم.

دائما تأتيني حالة أشعر بأن صقيعا يسري في جسدي وأنني سوف أموت، وهذه الحالة معي منذ عام، ذهبت إلى طبيب فقال لي: إنها نوبات هلع، وأعطاني دواء، ولكني لم أستمر على الدواء لأني لا أشعر بتحسن، ولا أدري ماذا أفعل؟

تعبت نفسيا، أصبحت أفكاري كلها متى وكيف سأموت؟ ومن سيتولى أطفالي؟ أخاف جدا من دخول النار، وأشعر أنني دخلت في حلقة مفرغة، ولا أعلم هل هذا مرض نفسي أو حقيقة أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

طبعا الذي يحدث لك هي ظاهرة نفسية، وليست حقيقة، لأن لا أحد يعلم وقت موته أبدا.

أيتها الفاضلة الكريمة: بالفعل نوبات الخوف والفزع والهرع تؤدي إلى مثل هذه المشاعر، وكثيرا ما يكون الفزع والهرع مقرونا بأعراض جسدية؛ لأنه في الأصل نوع من القلق الحاد غير المبرر، فما تحسين به من شيء كالصقيع يسري في جسدك هي تغيرات أساسية عصبية ناتجة من قلق الخوف.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: هذه الأفكار يجب أن تتجاهليها، والخوف المرضي من الموت مرفوض، لكن الخوف الشرعي هو المرغوب، واعلمي أن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان لحظة ولا ينقص من عمره لحظة واحدة، توكلي على ربك، انطلقي في الحياة بقوة وبثقة، ولا تدعي مجالا للفراغ؛ لأن الفراغ الزمني أو الفراغ الذهني يعطل الإنسان كثيرا، ويؤدي إلى نوع من الاحتقانات النفسية الداخلية قد تظهر في شكل خوف أو قلق أو غضب أو شيء من هذا القبيل.

التمارين الرياضية –أي نوع من التمارين– التي تناسب المرأة المسلمة سوف تكون مفيدة جدا لك، ونحن في إسلام ويب أعددنا استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، استرخاء العضلات تدريجيا، وتمارين التنفس التدرجي، هذه تمارين مفيدة ورائعة جدا، فأحسني تطبيقها، وسوف تجدينها مفيدة جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي؛ أقول لك نعم، لا بد أن تتناولي الدواء، والدواء يجب أن تصبري عليه حتى يتكون في الدم، حتى يتم البناء الكيميائي لتتحصلي على فائدته، والأدوية الممتازة تأخذ وقتا، قد يستمر ثلاثة إلى أربعة أسابيع، بعد ذلك يبدأ التحسن -إن شاء الله تعالى-.

من أفضل الأدوية عقار يعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) ويسمى تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) والجرعة في حالتك هي 5 مليجراما يوميا –أي نصف حبة– لمدة 4 أيام، ثم بعد ذلك تجعلي الجرعة 10 مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم ترفعيها إلى 20 مليجراما يوميا –وهذه هي الجرعة العلاجية المتوسطة– والتي يجب أن تستمري عليها لمدة 3 أشهر، ثم اجعليها 10 مليجراما يوميا لمدة 3 أشهر، ثم 5 مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم 5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

السبرالكس دواء سليم جدا، وفاعل جدا، لا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، فقط ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس؛ لأنه يزيد الشهية نحو الطعام، خاصة الحلويات، فيجب أن يكون هنالك نوع من الحذر في هذه الناحية.

الدواء لا يتم تناوله إذا كان عمرك أقل من 20 عاما، وأظن أن عمرك أكثر من ذلك.

مقابلتك للطبيب سوف تكون أيضا أمرا جيدا جدا، وإن اختار لك السبرالكس فتناوليه على الأسس التي يذكرها لك، وإن اختار لك دواء آخر فيجب أن تتبعي إرشاداته.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات