السؤال
السلام عليكم
أعاني من الخجل الشديد، وعندما أشعر أن أحدهم ينظر إلي يحمر وجهي بشدة ثم أشعر بالحكة الشديدة جدا في الرأس، ثم في سائر الجسد، وهذا يسبب لي ضيقا كبيرا إلى جانب الاهتمام المبالغ فيه بنظرة الناس لي.
وغالبا ما أستغرق في أحلام اليقظة وتخيل ماذا لو حدث كذا؟ وكيف ستكون نتيجة ذلك؟ وما تلبث أن تذهب فكرة حتى تأتي غيرها، وعادة أحاول عدم الاسترسال في تلك الخيالات ولكن تعود مرة أخرى، وخصوصا في الصلاة لا أكاد أتم ركعة بدون أن تراودني تلك الأفكار.
فهل من سبيل للخلاص من ذلك؟ وهل يوجد حل للحكة واحمرار الوجه؟
وشكرا لجهودكم الغالية، وجزاكم الله عنا خير الجزاء، ورفع قدركم، وأطال عمركم بالعمل الصالح.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الخجل والحياء والخوف الاجتماعي هي ظواهر نفسية معروفة، وهي تتفاوت في شدتها وقوتها وحدتها، والبناء النفسي للإنسان يلعب دورا كبيرا في الكيفية التي يعبر بها عن الخجل، الخجل يتولد عنه رهاب اجتماعي، والعلاج -أيها الفاضل الكريم– ألا تقبل هذه المشاعر؛ لأنها مشاعر خاطئة وليست صحيحة، ولا بد أن يكون لديك المقدرة على تصفية وفلترة أفكارك ومشاعرك، وهذا يتم من خلال تحقير الأفكار السلبية.
بالنسبة لاحمرار الوجه عند المواجهات؛ هذه ظاهرة فسيولوجية، فالإنسان حين يحس بشيء من الخوف الناتج من الخجل عند المواجهات يبدأ إفراز مادة الأدرينالين (adrenaline) في الجسم بكميات كبيرة، وهذه المادة تجعل القلب يضخ الدم بصورة أقوى وأشد، حتى يتم توزيع الأكسجين بصورة جيدة على عضلات الجسم، والهدف من ذلك أن الإنسان إذا اضطر أن يهرب من الموقف يكون الأمر سهلا جدا بالنسبة له.
هنالك شعيرات دموية سطحية لدى بعض الناس خاصة في منطقة الوجه، وتدفق الدم الزائد عند الخجل أو الخوف يؤدي إلى ظهور هذا الاحمرار في الوجه، وقد تظهر معه حكة في بعض الأحيان.
أيها الفاضل الكريم: ما تتصوره وما تلاحظه من احمرار أمر مبالغ فيه، نعم توجد منه جزئية حقيقية، لكن ليس بالشدة التي تتصورها، ولا أريدك أبدا أن تعتقد أن الناس تراقبك، الناس لديهم الآن ما يشغلهم، ولا أعتقد أبدا أنهم يلتفتون لمثل هذه الأشياء الصغيرة، الخوف هو الذي يجعلك تفكر مثل هذا التفكير، وتأتيك مثل هذه المشاعر.
أرجو أن تتخلص من القلق التوقعي، القلق الافتراضي، الحسابات الخاطئة، هذا كله –أخي الكريم– لا تعطيه اهتماما، ويجب أن تحقره تحقيرا شديدا.
تداخل الأفكار وتطايرها وأحلام اليقظة تأتي من القلق، والخجل والرهاب الاجتماعي يؤدي إلى القلق.
إذا نحن نريدك أن تتغير فكريا، أن تصحح مفاهيمك عن نفسك، أن تحقر هذه المشاعر، وتبدأ في التطبيقات العملية، هذا مهم جدا: الصلاة يجب أن تحرص عليها مع الجماعة، وتكون في الصف الأول، بل تكون خلف الإمام، ولن يحدث لك مكروه، على العكس تماما، أجور عظيمة -إن شاء الله تعالى- وتفاعل اجتماعي من النوع الراقي الذي يجعلك تتخلص من هذا الخوف وهذا الخجل الاجتماعي.
احرص على مشاركة الناس في مناسباتهم (الأعراس، الأفراح، الأتراح) اذهب إلى المجمعات التجارية، العزاء، زيارة المرضى في المستشفيات، هذا كله يجب أن يكون أحد أنشطتك الأساسية، لأن ذلك يساعدك كثيرا على التركيز وعلى التخلص من الخوف.
أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج لعلاج دوائي، يمكنك أن تذهب للطبيب النفسي أو إلى طبيب الرعاية الصحية الأولية، ومن الأدوية التي سوف تفيدك جدا عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) وبديله عقار آخر يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) كما أنك تحتاج لجرعة صغيرة من عقار يعرف تجاريا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) وذلك حتى تتخلص من الاحمرار في الوجه وكذلك الحكة.
التمارين الرياضية مهمة جدا ممارستها، كتطبيقات يومية، وكذلك تمارين الاسترخاء، وموقعنا أعد استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تسترشد بها وتطبق التمارين التي أوردناها في هذه الاستشارة، فهي مفيدة جدا.
إذا يجب أن تأخذ هذه الوصفة العلاجية متكاملة، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.