كيف أستعيد ثقتي بنفسي وأخالط الناس دون تردد؟

0 171

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 33 سنة، شخصيتي ضعيفة، كثيرة الخجل والخوف وعدم الثقة بالنفس، أجد صعوبة عند الاختلاط بالناس أثناء الزيارات أو في المجالس، أو في الأماكن العامة كالأسواق والمتنزهات، وأشعر بالتردد وكثرة التفكير، وقلة النوم، وكثرة التبول والتعرق، وفقدان الشهية.

لا أعرف فن الحوار مع الأشخاص، أو التخاطب والنقاش مع الناس، ولا أعرف كيف أتصرف في الكثير من المواقف، ويظهر ذلك جليا أثناء كلامي بالهاتف مع الأصدقاء، أو عند مشاركتي في أي وظيفة أو مشروع، أو عند شراء احتياجاتي، أو في أي مقابلة شخصية، أو أثناء الظهور أمام الكاميرا، فتظهر علامات الخوف والاحمرار على وجهي، وينخفض صوتي وأتلعثم في الكلام، وأشعر بالرهبة والدوخة، ولا أقوى على مقابلة الأشخاص وجها لوجه، فكيف يمكنني التخلص من ذلك؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة نقول لك: -الحمد لله- أنك وصلتي مرحلة عمرية تؤهلك بأن تكوني شخصية ناضجة وفاعلة ومتفاعلة مع من حولك، فضعف الثقة بالنفس ربما يكون هو العامل الأساسي في ما تعانين منه، فيتسبب في الخوف الاجتماعي الراهن، فإذا زادة ثقتك بنفسك ستتغير الأحوال -إن شاء الله-، فلا بد أن تعلمي أن الله -تبارك وتعالى- خلقك في أحسن تقويم، واحمدي الله على نعمة العقل، فهى أعظم النعم، ولا شك أن لديك العديد من القدرات والإمكانيات، فقط محتاجة لتفجيرها.

لذلك، فلماذا الخوف، ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لها محاسن ولها عيوب، والكمال لله وحده، فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك، هو سبب الخوف والتوتر، لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك، والتقييم المتضخم للآخرين، فحاولي تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغيري المقياس أو المعيار الذي تقيمي به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله -عز وجل- هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات، فالسلوك الذي يصدر من الآخرين سواء كان بقصد أو بلا قصد، ليس هو الذي يقيم شخصيتك أويقلل من شأنك.

لذلك نقول لك -أختي الكريمة-: مشكلة تجنب الآخرين وعدم الاحتكاك بهم، لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، وأولها المواجهة وعدم الانسحاب، والتعذر بأسباب واهية، فحاولي رفع شعار مفاده التحدي، والاقتحام بالزيارات المتكررة للأهل والأصدقاء، وإجابة الدعوات، والمشاركة في المناسبات ولو بالصورة المتدرجة في المدة الزمنية، فهذه تكسبك الثقة بالنفس وتزيدها، فإذا انكسر الحاجز النفسي، فسيكون الأمر طبيعيا -إن شاء الله-، فالإنسان يتعلم بالممارسة والتدريب شيئا فشيئا.

في البداية، تعلمي كيفية المحادثة مع الآخرين بالإستماع الجيد لما يقولونه، ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة، والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر، وإظهار الإعجاب، والتعليق على حديثهم ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها، وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك اغتنميها، ولا تترددي بل أنتهجي نهج المبادأة، وكوني أول من يبدأ دائما بالتعريف، أو الحديث عن النفس، فمارسي ذلك مع من تعرفيهم من المألوفين لديك، فسترين -إن شاء الله- تغييرا واضحا في زيادة مهارة الكلام، ودعمي ذلك بالإطلاع على الكتب المفيدة، والاستماع إلى المحاضرات الدينية والثقافية والعلمية، والإنسان يقيم بمعرفته الدينية والعلمية والثقافية، وقبل ذلك كله إذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.

أما الأعراض الجسمية التي تظهر أثناء اللقاءات الجماعية، فأقترح عليك الذهاب إلى الأطباء النفسيين في بلدك، وأخذ الوصفة التي تساعدك في التغلب على هذه الأعراض.

وفقك الله تعالى وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات