السؤال
السلام عليكم
أعاني من الوساوس بشكل كبير، أثرت على حياتي وراحتي، حيث بدأت معي منذ قرابة الأربع سنوات من الآن، بدأت بوساوس المني والمذي، حيث إني كنت للتو أسمع عنها، ولا أعرف كيفيتها، وبدأت معي الوساوس، وانتقلت بعد ذلك إلى النجاسة أثناء الاستنجاء، وبعدها أصبحت أتوضأ في 10 دقائق أو أكثر، من الشك والخوف أن يكون ناقصا، ثم تبع ذلك وساوس في صلاتي.
وما أعانيه حاليا هو الشعور بنزول البول مني، وذلك أتعبني كثيرا، في البداية توقعت أنها وساوس، ثم بعد ذلك بمدة طويلة قررت الذهاب للتأكد هل هي مشكلة عضوية أم نفسية، وقد عملت تحاليل، وقيل إن البول سليم، ولكنها صرفت لي علاج سلس البول؛ نظرا لما شكوت منه، واستمريت عليه شهرين، وحتى الآن لم يفدن شيئا، فقلت إنه يحدث بسبب الوساوس لأنني غالبا ما أشعر بنزوله عند التفكير به، والقلق من نزوله، وكلما حاولت تجاهل التفكير به أجدني أفكر به، أتعبني ذلك كثيرا، ولا أجد راحة.
هل يوجد دواء أستطيع أخذه بحيث يفدن في حالتي ولا يؤثر سلبا؟ علما أني ولله الحمد تخلصت من بعض الوساوس السابقة، ولكن هناك ما يصعب علي حلها.
أرجو منكم المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في إسلام ويب.
وصفك واضح جدا، وحالتك حالة وسواسية ولا أراها عضوية أبدا -أيتها الفاضلة الكريمة– ومع احترامي الشديد للطبيب الذي أعطاك علاجا لسلس البول، لا أعتقد أنك تعانين من سلس البول، إنما تعانين من الوسوسة حول نزول البول، والوساوس من هذا النوع وساوس سخيفة جدا حقيقة، خاصة بالنسبة للفتاة.
وأنا أقول لك -أيتها الفاضلة الكريمة-: الوسواس -إن شاء الله تعالى- ليس ضعفا في إيمانك، أو ضعفا في شخصيتك، هي علة مرضية مكتسبة، والوساوس قد تكون خناسية، أو تكون وساوس طبية، هذا النوع من الوساوس أراه وسواسا طبيا، لكن هذا لا يعني أن تتركي أي ثغرة للشيطان، أغلقي أمامه جميع الثغرات، واجعليه يخنس بكثرة الاستغفار والاستعاذة بالله من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس.
أيتها الفاضلة الكريمة: الوسواس يعالج من خلال التحقير، لا من خلال نقاشه، والإسراف في تفسيره، والاسترسال فيه، هو مرض قبيح جدا، يحاول أن يخادع الإنسان، يستدرك الإنسان، خاصة إذا حاول الإنسان أن يشرحه ويمرره ويحلله، لا، أغلقي أمامه، قولي: (هذه فكرة وسواسية لن أعطيها أي اهتمام، أيها الوسواس سوف أحقرك، لن أعيد وضوئي، أنا لست بنجسة) وهكذا، أسقطي على نفسك هذا النوع من الفكر العلاجي، هذا مهم جدا -أيتها الفاضلة الكريمة-.
والبشرى التي أود أن أزفها لك أن الأدوية تفيد، الأدوية المضادة للوساوس وليست المضادة لسلس البول، لأنك لا تعانين من سلس بولي حقيقي، يا حبذا لو ذهبت إلى طبيب –الطبيب النفسي أو إلى طبيبة الأسرة في الرعاية الصحية الأولية– ليصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، من أفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجاريا باسم (بروزاك Prozac) ويسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، وثاني يسمى تجاريا باسم (فافرين Faverin) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) وثالث يسمى تجاريا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، كلها أدوية رائعة، كلها مفيدة، كلها جيدة، وغير إدمانية، ولا تؤثر على الهرمونات النسوية، لكن يجب أن تأخذيها بالجرعة الصحيحة، وأنت لا تحتاجين لهذه الأدوية الثلاثة، تحتاجين لدواء واحد فقط، فلا تتأخري، عجلي وتحصلي على أحد هذه الأدوية، وخذي ما ذكرته لك من إرشاد.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.