السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا في ما تقدمونه للناس.
أختي تبلغ من العمر (27) عاما، مصابة بتشنجات عند النوم فقط، والمرة الأولى أتت في الساعة السادسة صباحا، والمرة الثانية أتت الساعة (2) ليلا، والتشنج يكون اهتزازا خفيفا في الجسد، والضغط على الفكين، ويتبعه فقدان للوعي، لا يحدث تبول لاإرادي، ولا عض للسان، ولا تشعر بشيء عندما تستيقظ.
أول مرة عملنا تخطيط دماغ، والحمد لله طلع سليما، والمرة الثانية ذهبنا إلى طبيب تخصص مخ وأعصاب، وطلب منا عمل صورة رنين مغناطيسي، وقام بفحصها عند طريق الدق على الأطراف والإضاءة في العينين، وأخبرنا أن كل شيء سليم، وعندما ظهرت صورة الرنين وجد كهرباء زائدة في الجزء الأيمن من الدماغ.
وأنا -صراحة يا دكتور- أعرف بعض المصطلحات الطبية، وعندما قرأت التقرير الخاص بصورة الرنين؛ وجدت مكتوبا (sweeling and high) وكلام لا أعرف ما هو، والباقي كله (normal)
وأنا هنا ركزت على كلمة (sweeling) وأظن أن معناها ورم، لكن الطبيب لم يذكر شيئا اسمه ورم عندما تكلم معنا، وكتب لها علاج (تجريتول cr) بدأ بجرعة (200) قبل النوم حتى تصل إلى جرعة (1200) في الصباح والمساء، وطلب عمل تحاليل للكبد.
وأختي تعاني من عصبية شديدة، ونسيان بكثرة، وعندما سألت الطبيب عن النسيان حدثني عن بعض القلق. والأسئلة كالآتي:
1- ما نسبة الشفاء من هذا المرض؟
2- ما هو نوع الصرع الموجود عند أختي؟
3- هل الصرع له علاقة بالمس؟ وهل يجب علينا عمل رقية شرعية؟
4- وهل الصرع الليلي أخطر من الصرع العادي؟
5- وهل دواء تجريتول له علاقة بالدورة الشهرية؟ وخاصة أن الدورة تأتيها ليومين فقط، لكن بعد الدواء تمتد إلى (5) أيام وأكثر.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لشقيقتك العافية والشفاء.
أيها الفاضل الكريم: أنتم قمتم بكل الإجراءات الطبية الصحيحة، عرضت هذه الأخت –حفظها الله تعالى– على الطبيب المختص، ومن حيث وصفك لحالتها، فهي بكل وضوح تعاني بالفعل مما يعرف بالصرع الليلي، وهذا النوع من الصرع يعتبر من النوع الخفيف.
بالنسبة للمصطلحات الطبية لا أعتقد أنه توجد إشارة لورم؛ لأن كلمة الورم في اللغة تكتب (Tumour) و(sweeling) التي ذكرتها لا أعتقد أنها بهذه الصورة تعني أي شيء، ولا أعتقد أبدا أن الطبيب سوف يخفي أمرا مثل هذا. فتعامل مع الأمور بشكل طبيعي، ويجب أن تكون هنالك قناعة بتناول الدواء.
الـ (تجراتول Tegretol)، والذي يعرف علميا باسم (كاربامزبين Carbamazepine) من الأدوية الجيدة جدا لعلاج النوبات الصرعية، والجرعة القصوى بالفعل هي ألف ومائتا مليجرام في اليوم، معظم المرضى يستفيدون كثيرا من جرعة ستمائة إلى ثمانمائة مليجرام في اليوم.
بالنسبة لحالة القلق: لا يمكن أن يكون التجراتول سببا فيها؛ لأن التجراتول محسن للمزاج، ومثبت للمزاج، وله خاصية أنه يؤدي إلى استواء المزاج، ويقلل كثيرا من نوبات العصبية والتوتر.
هذه الأخت ربما تكون عملية الاضطراب الكهربائي الدماغي ذاتها هي التي تساهم في عصبيتها الشديدة، فيمكن للطبيب أن يعطيها أحد المهدئات البسيطة مثل الـ (ديناكسيت Denaxit) مثلا بجرعة حبة واحدة في اليوم، قد يساعدها كثيرا، وفي ذات الوقت يساعدها من خلال أن تتدرب على التمارين الاسترخائية، أن تكون معبرة عن نفسها، أن نعاملها معاملة إيجابية، هذا كله -أيها الفاضل الكريم– يقلل كثيرا من عصبيتها وتوترها. لا أعتقد أبدا أن التجراتول له علاقة بهذا الأمر.
الفحوصات التي تجرى في حالة تناول التجراتول بالفعل وظائف الكبد مطلوبة، وكذلك نسبة الدم الأبيض، لأن التجراتول في حالات نادرة جدا قد يؤدي إلى انخفاض في مستوى الدم الأبيض، وإذا انخفض مستوى الدم الأبيض من ثلاثة آلاف يجب أن يتم التوقف عن تناول التجراتول، وهذا الأثر الجانبي يحدث نادرا، وغالبا في الشهور الأولى من العلاج.
للإجابة على أسئلتك: ما نسبة الشفاء من هذا المرض؟
الصرع الليلي يعتبر أخف أنواع الصرع، وأستطيع أن أقول لك وبكل أمانة وصدق أن نسبة الشفاء منه قد تصل على مائة بالمائة، إذا التزم الإنسان التزاما قاطعا بالعلاج، ومدة العلاج غالبا لا تقل عن ثلاث سنوات دون أي نوبات.
ما هو نوع الصرع الموجود عند أختك؟ أعتقد أنه هو الصرع الكامل؛ لأن الاهتزازات تحدث في جسدها، حتى وإن لم تكن شديدة.
هل الصرع له علاقة بالمس؟
هذا الأمر قد لا أستطيع أن أعطيك إجابة دقيقة فيه، هنالك من يتخبطه الشيطان، ومن يصيبه المس قد تأتيه حركات جسدية شديدة، هذا الأمر ذكر كثيرا، لكني لا أستطيع أن أعطي رأيا حاسما فيه، الذي أعرفه أن الصرع مرض طبي، الصرع الموجود الذي يظهر في شكل زيادة في كهرباء الدماغ، هذا صرع طبي، ويجب أن يعامل على هذا الأساس، ولكن ليس هنالك ما يمنع أن نلجأ إلى الرقية الشرعية.
أيها الفاضل: الصرع الليلي أخف أنواع الصرع ولا شك في ذلك، والتجراتول لا يؤثر على الدورة الشهرية أبدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.