لا أستطيع التأقلم مع شخصية زوجي ووضعه المادي والاجتماعي، فماذا أفعل؟

0 364

السؤال

السلام عليكم.
أنا سيدة متزوجة منذ شهرين، وأحب زوجي جدا وهو يحبني، لكن مشكلتنا هي أننا من بيئتين مختلفتين تماما، فأنا نشأت في بيئة متحضرة جدا، ووالداي متعلمان، وأنا ابنتهم الوحيدة والمدللة، وطلباتي مجابة، وقد تعودت على حياة الرفاهية، عكس زوجي الذي توفي والده وهو صغير، وشعر بالحرمان من كل شيء، وعاش حياة المعاناة، وقد ظل فترة طويلة عاطلا حتى دخل مجال الأعمال.

علما أنه شخص طيب ومحترم، وأخلاقه عالية، ومتعلم ويخاف الله، لكنني أشعر بأن وضعنا الاجتماعي والمادي يؤثر على علاقتنا سلبا، فلم أستطع التأقلم مع وضعه المادي، رغم أنني كنت أعلم بوضعه وراضية به، وأيضا فإن والدي يساعدنا ماديا، وهذا الشيء يزعجني، لأنني لا أريد أن أكلف أبي فوق طاقته.

كذلك فإن زوجي غير رومانسي، ولا يعرف كيف يعبر عن حبه لي، فلا يقدم لي الهدايا، ولا يسمعني كلمات الغزل، رغم علمي أنه يحبني. 

ونحن مختلفان فيما نحب ونكره من جميع النواحي، فلا يعجبه اختياري لنوعية المطاعم، لأنه تعود أن يأكل من المطاعم الشعبية، ولا يهتم بهندامه وأناقته، وأنا أتضايق جدا من هذا الأمر، ولا أستطيع مواجهته؛ خوفا أن أجرح مشاعره، أيضا هو كثير النقد، ينتقد ما أحبه دائما، وأحيانا ينتقد بعض التفاصيل في شكلي، رغم اهتمامي بشكلي ومظهري -والحمد لله- أنا جميلة، وكل اهتمامه ينحصر في كرة القدم واللاعبين فقط.

دائما تحدث بيننا نقاشات حادة، هو لا يحب أن أخالف رأيه في أي شيء، وإذا خرجنا بالسيارة يكون على أعصابه طوال الطريق؛ لأنه يكره الزحام ويغضب سريعا، ويبدأ بسب وشتم الناس في الطريق، وبصوت مرتفع.

نسكن في مدينة غير مدينة أهلنا، فأشعر أنه غير منسجم وغير مرتاح في هذه المدينة، فهو لم يتعود عليها بعد، فقد بدأ عمله حديثا، وسكن فيها حديثا. 

كل ذلك أثر على علاقتنا الحميمة بشكل كبير، أصبحت أتهرب منه؛ لأن الرغبة الجنسية عندي انعدمت نهائيا، ولا أستمتع أثناء الجماع، وأشعر بألم وحرقان منذ أول يوم، وأحيانا يمر أسبوع كامل ولا يحدث جماع بسبب تهربي منه، وأيضا لا يداعبني، وقد تحدثنا في هذا الأمر كثيرا، لكنه لا يجيد المداعبة.
أرشدوني، ماذا أفعل؟  

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كلاسيكية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفق بينكما، ويصلح الأحوال، وأن يديم الألفة بين قلبيكما، ويحقق لكما الآمال.

لا شك أن مدة الشهرين غير كافية لحصول الوفاق، ونشكر لك الثناء على أخلاق زوجك ودينه، واعتراف زوجك بأنه يحبك، وكل ذلك دليل على إنصافك.

وأرجو أن تعلمي أن مسيرة التوافق والانسجام تبدأ بالتعرف، ثم بالتنازل، ثم بالتكيف، ثم بالفهم للنفسيات، ثم بالتعاون، ثم بالتآلف، وصولا إلى التوافق والانسجام التام، ومن المهم أن يقبل كل طرف شريكه كما هو، مع ضرورة تسليط الأضواء على الإيجابيات، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الوفاق، ولا السعادة، ولا الخير.

ونتمنى ألا تتحسسي من المساعدات التي يقدمها لكما الوالد، ونسأل الله أن يفتح عليكما أبواب الرزق، واعلمي أن سعادة الأسرة في أن تكوني في استقرار في حياتك الزوجية، والصعوبات متوقعة في البدايات، لكنها سوف تزول وتتلاشى بفضل رب الأرض والسموات.

أما مسألة الجماع: فنتمنى أن تتجاوبي معه، وشجعيه على التواصل مع الموقع؛ حتى يتم تزويده بالمهارات اللازمة في العلاقة الخاصة، ومن حقه أن يطالب بحجب الاستشارة، والرجل يسمع من الرجل ويطيع، فكيف إذا كان بمنزلة الأب والخبير، ولا نؤيد فكرة التهرب منه أو لومه أو انتقاصه، ولكن عاونيه على النجاح، وتهيئي نفسيا للعلاقة، وللنجاح فيها، وبادري بمداعبته، وساعديه على معرفة مواطن الإثارة، واعلمي أن الآلام غالبا سببها هو عدم تجاوبك معه، واعلمي أنكما تؤجران على تلك العلاقة، لقوله صلى الله عليه وسلم:" وفي بضع أحدكم صدقة"، وأرجو أن يستمر تواصلكما، وتوقفي عن انتقاده، وسوف يتوقف عن انتقادك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن الفقر ليس عيبا، وأنه لن يدوم، وأن المهم هو وجود الحب بينكما، وفي الحب غنية عن كثير من الطعام والشراب، وتسلحي بالصبر، فإن العاقبة لأهله.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات