عند بحثي عن الزوجة الطيبة لا ترضى بلبس الخمار

0 252

السؤال

السلام عليكم

لقد قمت بالتقدم لخطبة فتاة وكان شرطي هو الالتزام بمبادئ الدين، فقلت لها أريد منك بعد الزواج أن تبتعدي عن حجاب الموضة، وما يسمى بحجاب الأناقة، وأن تلبسي اللباس الشرعي الذي أمرك به الله، فقالت: إنها غير مقتنعة، ولا تفكر فيه، وصدر منها رد لم يعجبني.

نسيت أمرها وقلت خيرا، وبعد شهر قمت بالتقدم لخطبة فتاة أخرى لم أرها إلا يوم الخطوبة، بعد أن وصفتها لي والدتي، وعند رؤيتها أعجبتني، فكان أيضا شرطي لها بأن تستر وجهها عند الخروج، فقالت: إن أباها لا يحب النقاب، وهي أيضا لا تريده مطلقا ولا تفكر فيه أبدا، فقالت: إن كنت تريدني أن ألبس الخمار فمرحبا، أما النقاب فنحن في عائلتنا لا نلبسه، ولا أريد أن ألبسه مستقبلا.

قلت لوالدتي: نبحث عن اللينة ذات دين يرضي الله، وجمال يرضيني، وقمت بالاستخارة.

هل أنا على صواب فيما أفعل؟ نظرا لأن في مجتمعنا لا يلتقي الجمال والدين غالبا، وأنا أريد أن أعف نفسي من جميع النواحي، وهل أبحث عمن ترضى بالنقاب الذي أحبه كثيرا أم أرجع للفتاة الأخيرة التي قبلت لبس الخمار؟

جزاكم الله جنات الخلد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ lahsen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الحرص والسؤال، ونسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لقد أحسنت بحرصك على الدين، وتلك وصية رسولنا الأمين القائل، فاظفر بذات الدين، وليس معنى ذلك أن تهمل الجمال، لأنك تريد الزوجة التي تغنيك عن الحرام، وتحقق لك ولنفسها العفاف، وقد أحسن من قال:

ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ** وما أقبح الكفر والإفلاس بالرجل.

نتمنى أن تكثر السؤال قبل الدخول إلى البيوت، حتى لا يحصل الحرج بعد المقابلة، فلو أن والدتك مهدت لك وأخبرت الفتيات قبل مجيئك بأنك طيب، وأنك تريد من زوجتك أن تستر جمالها بلبس النقاب، فإن هذا سوف يكون أفضل.

هل في بلدكم أو أسرتكم أو جيرانكم منقبات؟ لأن الزواج من المنقبة أصلا أفضل، فإن لم تجد فعليك بمن عندها استعداد للارتفاع في مستوى تدينها، واعلم أن الحكمة مطلوبة، كما أن سلطان الأهل على البنات يتلاشى بعد الزواج، وإذا كان هناك شبهات فسوف تزول إذا تبين الحق، وأرجو أن تتواصل مع العلماء والدعاة فهم الأعرف بالبيوت التي تهتم بالحجاب الكامل.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بأن تنظر لكافة الجوانب، واعلم أن القبول بين الطرفين والارتياح والانشراح قاعدة للنجاح والفلاح، وعليك أن تستنير برأي الوالدة، وعليك بالاستخارة إذا تحيرت، فإن فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولن يندم من يستخير ويستشير.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات