هل هناك أدوية نفسية عصبية تساعد في الإقلاع عن الكحول؟

0 278

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أريد الاستفسار عن حالة أخي، وهو مدمن الكحول (المشروب) حوالي أكثر من 15 سنة عندما يشرب يأتي إلى البيت، ويكون كالشيطان وجها، أو مثل المجنون، ويبول في غرفة نومه على السرير.

أرجو منكم المساعدة:
هل هناك أدوية نفسية عصبية تكون عاملا مساعدا للإقلاع عن الكحول، وأظن أن لديه حالة نفسية؛ لأنه في الليل يذهب إلى المقبرة على قبر أبي، ويبدأ بالشرب، ويتكلم مع أبي عن أسرتنا.

أخيرا: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يمسح اسم أخي من ديوان أهل النار، ويجعله في ديوان أهل الجنة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك – أخي – على اهتمامك بأمر أخيك هذا، والذي نسأل الله له العافية والهداية.
أخي الفاضل: الإقلاع عن الإدمان الكحولي لا يستطيع الشخص وحده أن يقوم به، ولا توجد أدوية نستطيع أن نقول أنها مانعة منعا باتا لتناول الخمور، هذا لا يعني أنه لا توجد طرق مساعدة، توجد طرق ووسائل مساعدة كثيرة جدا.

هذا الأخ أولا: لا بد أن يذهب به إلى المستشفى ويفضل إدخاله في أحد أقسام الطب النفسي، ليتم سحب السميات من جسمه.

التوقف عن الكحول يصعب على الإنسان وحده، خاصة الإنسان الذي ظل يتعاطى لفترة طويلة مثل أخيك هذا – هداه الله تعالى – وسوف يعطى أدوية تعويضية تساعده على النوم، تقلل من الآثار الانسحابية، وهذا يجعله يتقبل الموضوع تدريجيا.

معظم الكحوليين يعتقدون أصلا أنه لا مشكلة لديهم، أن المشكلة لدى الآخرين، وأنه لا يمكنهم التوقف أبدا عن تناول الكحول، ولديهم هذا النوع من النكران والتبرير، هذه الدفاعات النفسية السلبية مشكلة كبيرة جدا.

فنحن نؤمن أن الإدمان على الكحول مرض، هذا الأخ لا نعامله كمنحرف، لا نعامله كشخص سيء، لا، كشخص مريض، الإدمان على الكحوليات - أيها الفاضل الكريم – هو أحد أمراض الدماغ ولا شك في ذلك.

فطريقة العلاج يجب أن تكون على الشاكلة التي ذكرتها، ويا حبذا لو أدخل إلى مركز متخصص، ومعظم البرامج العلاجية الناجحة لا تقل عن تسعين يوما، يكون الإنسان فيها أو في معظمها داخل المستشفى، وتوجد جمعيات في معظم الدول تسمى بـ (جمعيات المتعافين)، وأنا متأكد أن مثل هذه الجمعيات توجد في العراق؛ لأن العراق، كان رائدا في أشياء كثيرة، وبالرغم من الظروف التي يمر بها العراق لكن أنا متأكد إذا سألتم عن أحد هذه الجمعيات سوف تجدونها.

المتعافون هم إخوة كانوا يتعاطون الخمور أو المخدرات أو خلافه، وبعد ذلك أقلعوا وتابوا إلى الله تعالى، وهم يؤازرون بعضهم بعضا حتى لا تحدث انتكاسة، لديهم برامج علاجية مفصلة تسمى ببرنامج المدمن المجهول.

أخي الكريم: من تجربتنا أن هذه الجمعيات جمعيات فعالة جدا، وجمعيات ذات فائدة عظيمة جدا بالنسبة للكحوليين على وجه الخصوص، فاسأل عن إحدى هذه الجمعيات، واجعل هذا الأخ عضوا فيها، وكما ذكرت لك يجب الذهاب به إلى المستشفى.

أنا لست متشائما – أخي الكريم – لكن يصعب على الكحولي أن يتوقف وحده، نعم في بعض الحالات الإنسان قد تأتيه يقظة ضمير ويبدأ في التغير تلقائيا.

هذا الأخ ساندوه، لا تهاجموه، لا تكثروا من انتقاده، تقربوا إليه، ابدوا شيئا من العطف نحوه، ما يقوم به من تصرفات غير سوية: هذه ناتجة من التعاطي، من الإدمان، وكل ما ذكرته يدل دلالة واضحة أن الكحول والإدمان عليه أحد أمراض الدماغ.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات