السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أولا أردت شكركم على هذا الموقع الرائع، لقد استفدت منه كثيرا، جزاكم الله كل خير، وأريد أن أحدثكم عن تجربتي، وأتمنى حقا أن تنصحوني أرجوكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر 17 عاما، منذ نعومة أظفاري علمتني أمي الصلاة، كنت محافظة دائما على صلاتي، وكنت دائما الأولى في الدراسة، كانت حياتي مثالية، وأنا معروفة بين الجميع بأنني فتاة هادئة ومتدينة ومصلية، منذ أن بدأت أكبر وأكتشف جسدي أحسست بإحساس غريب، خاصة وأنني من عائلة محافظة، وأمي لا تحدثنا عن هذه الأمور، شيئا فشيئا أصبحت أمارس العادة السرية، لم أجد من أسأل، أو من ينصحني.
كنت بعد كل ممارسة أكره نفسي، وأبدأ بالبكاء، وطلب العفو من الله، ولكنني ما أنفك أعود، دائما أقسم أنني لن أعود لها، ولكن أعود للأسف، حقا لقد كرهت نفسي، وأنا أستحي جدا من الله، تعبت جدا نفسيا وجسديا بسبب البعد عن الله، أريد أن أعود كما كنت، حقا تعبت، ودراستي لم أعد مهتمة بها.
أحس أن الله تعالى يعاقبني على ما أفعل، خاصة أنني في تراجع في الدراسة، قسما برب العزة أنني تعبت وأريد العودة إلى الله، ولكنني أستحي منه، وأخاف ألا يقبلني ولا يقبل توبتي، ولكنني متأكدة أنه لا مهرب منه إلا إليه.
أرجوكم انصحوني ماذا أفعل؟ وأدعوا لي الله أن يسامحني، فأنا إنسانة ولست معصومة من الخطأ، جزاكم الله خيرا ساعدوني، أريد أن تعود حياتي كما كانت، فلا حياة في البعد عن الله، وأنا لم أعد أستطيع أن أصلي، دائما أحس بالخجل منه تعالى، انصحوني فليس لي أحد غيركم ينصحني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ chaima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يتوب عليك، ويصلح الأحوال، وأن يعينك على الخير، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
ربنا العظيم هو التواب، والتائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، وربنا يحب التوابين ويحب المتطهرين، فلا تترددي في العودة إلى الرحيم الغفور القائل: "وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى"، وأرجو أن تعلمي أن تركك للعادة السيئة سوف يعيد إليك العافية والطمأنينة والنجاح -بحول وقوة ربنا الكريم الفتاح-.
وتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، واعلمي أن الشيطان يوقعنا في المعصية ثم يدفعنا نحو تحقير النفس، حتى يوصلنا إلى اليأس من رحمة الرحيم، ومن هنا فنحن ننصحك بأن تعامليه بنقيض قصده، فالشيطان يحزن إذا تبنا، ويندم إذا استغفرنا، ويبكى إذا سجدنا لربنا، فجددي التوبة كلما حاول أن يحزنك حتى يكون هو المخذول.
ولا يخفى عليك أن هناك أموار تعين على ترك العادة السرية، منها: غض البصر، والبعد عن المثيرات، وتجنب الوحدة، وتغيير العادات، وكل ما يذكر بالممارسة، وننصحك بمراقبة الله في السر والعلن، ونتمنى أن تشغلي نفسك بالخير قبل أن يشغلك الشيطان بغيره، وتذكري عواقب الاستمرار، وأثر ذلك على أعضائك الخاصة، بالإضافة إلى الأثر السلبي على العلاقة الزوجية في المستقبل.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واستري على نفسك، وأصلحي ما بينك وبين الله، وسوف يصلح الله لك الأحوال، واستقبلي الحياة بأمل جديد، وبثقة في ربنا المجيد، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.