السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشكركم على جهودكم وتعاونكم وجزاكم الله خيرا.
أتناول البروزاك جرعة واحدة في اليوم، قدر الله أن أحمل فقمت بتخفيف الجرعة إلى حبة يوما بعد يوم، ولكنني أخشى من تأثير العلاج على الجنين، فحينما بحثت في الإنترنت زدات مخاوفي، علما أنني لا أستطيع ترك العلاج، فما هي نصيحتكم؟
دواء البروزاك (Prozac) هو دواء آمن، باستثناء الفصل الأخير من الحمل، فأنا أخشى من تأثيره على التطور العقلي للجنين، ولا ينصح باستخدام أدوية الاكتئاب خلال الفصل الأخير من الحمل خوفا من ظهور أعراض انسحابية على المولود، هل هذه المعلومة صحيحة؟ وهل يجب ترك العلاج في الثلث الأخير من الحمل خشية تأثيره على عقل المولود؟
أنا أتابع الحمل عند دكتورة عامة، ولا يوجد في مدينتي دكتورة مختصة إلا واحدة ولا أرتاح لها، ولكنها تملك خبرة طويلة في متابعة الحمل، وأخبرتني بأنها أشرفت على حالات كثيرة حملت مع البروزاك، وأنه لا توجد مشاكل تذكر، ولكنني أبقى دائما أسيرة المخاوف والأفكار، أعيش في حيرة وخوف شديد، ساعدوني أرجوكم.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأقول لك بصفة عامة: المبدأ الأساسي أو المبدأ والقانون الذهبي الطبي هو ألا يتم استعمال أدوية في أثناء الحمل، خاصة في مرحلة تكوين الأجنة -أي الأربعة الأشهر الأولى-، لكن هذا لا يعني أن الأدوية كلها ضارة، لا، هنالك أدوية سليمة جدا، أثبت ذلك بما لا يدع مجالا للشك، والإنسان إذا احتاج لدواء يمكن أن يستعمله لكن تحت إشراف طبي.
بالنسبة للأدوية النفسية (بروزاك Prozac) على وجه التحديد: هذا الدواء أعطي البراءة الكاملة والسلامة الكاملة في أثناء الحمل، هذا أجمع عليه في كل المحافل العلمية المحترمة.
البروزاك يستعمل منذ عام 1988، وهذه أعطت الناس خبرة كبيرة جدا أثناء الحمل وتأثيراته على الحمل، لم يتضح أبدا أن للبروزاك أثرا سلبيا على الجنين، لا في تكوينه، ولا في تطويره، ولا في تخليقه، ولا في تطوير عقله.
والكلام الذي ذكر -أيتها الفاضلة الكريمة- والذي يشير أنه آمن باستثناء الفصل الأخير من الحمل: هذه حقيقة إنما هي فكرة تحوطية، ولا يوجد أبدا دليل قاطع أن البروزاك يضر حتى في الجزء الأخير من الحمل، ولم يثبت أبدا أنه يؤثر على عقل الجنين أو تكوينه، هذا الكلام ربما يكون افتراضيا، والأطفال الذين ولدوا من أمهات كن يستعملن البروزاك لفترات طويلة أو لسنين طويلة تمت متابعتهم ولم يحدث أبدا أن وجد أن لديهم خللا في تكوينهم المعرفي، أو مستوى الذكاء لديهم، فنرجو الاطمئنان، والحقيقة الوحيدة التي أود أن أؤكدها هي أنه دائما يفضل أن تستعمل أقل الجرعات نفعا كأمر تحوطي، وبفضل من الله تعالى الحمل دائما يعتبر فترة استقرار كبير جدا بالنسبة للمرأة، خاصة الحمل المرغوب فيه، أو الحمل الذي خطط له، فإذا الوضع العلمي واضح أن البرزاك سليم في أثناء الحمل في جميع مراحل الحمل.
أما بالنسبة للأعراض الانسحابية للدواء على المولود، فهذا أمر مهم، لكن بفضل من الله تعالى البروزاك ليس له آثار انسحابية، لأنه أحد الأدوية القليلة جدا التي تتمتع بوجود ما يعرف بالإفرازات الثانوية، البروزاك يسمى (فلوكستين Fluoxetine) علميا، وله إفراز ثانوي يسمى (نورفلوكستين Norfluoxetine) هذا الإفراز الثاني يظل لمدة 72 ساعة على الأقل في الدم، وهذا يمنع تماما حدوث أي آثار انسحابية، إذا ليس له هنالك مردود سلبي على الجنين من حيث تكوينه أو ولادته أو مقدراته المعرفية.
فاطمئني -أيتها الفاضلة الكريمة- وما دام هنالك ضرورة لاستعمال الدواء فاستعمليه، وتوكلي على الله، واسألي الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.