كيف أصالح أمي العصبية والغاضبة وأنال رضاها؟

0 298

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 23 سنة، منذ صغري وأنا أعاني من الوحده، وسبق أن شرحت ذلك باستشارة سابقه لي، وسعيت للعمل بكلامكم وجزاكم الله خيرا.

في كل يوم وعند الشروق والغروب أقرأ آية الكرسي والأذكار حتى تمنع الشيطان عني وعن البيت، وكان هناك حفلة زواج لبعيد لا يقربنا، فلم أحرص على الحضور خصوصا وأننا في وقت الاختبارات.

أصرت أمي علي ذهابي معها، وافقت باللحظة الأخيرة، وأخبرتها بموافقتي على الذهاب؛ بسبب غضبها وعصبيتها، وكانت تفتعل المشاكل هنا وهناك، تعكر مزاجي من المشاكل، كلما أريد الخروج وتغير جو المنزل والدراسة، فأجد أن أمي تفتعل أي مشكلة وتمنعني من الذهاب، علما أنني لا أخرج إلا نادرا، وأصاب بالاكتئاب من المنزل.

في تلك الليلة -ليلة العرس- حضرت أمي وكانت غاضبة، لأنني لم أذهب، وضربتني بشدة، وبدأت تصرخ، ثم رفعت طاولة مصنوعة من الحديد تريد رميها وضربي بها، كانت تريد قتلي أو ما شابه، لا أعلم! ولكن كلما أتذكره أنني فقدت السيطرة على نفسي وأنا أحاول إبعادها، وأقول لها بأنك شيطان، فتبادلنا الشتائم، شتمتها دون وعي فأنا لم أفعل هذا الأمر من قبل، وهي كذلك، ثم جاء أخي وأبعدها عني، منذ يومين وأمي لا تتحدث معي، ولا أريد أن أكلمها لأنها سوف تغضب وتبدأ بإهانتي كما هو الحال عندما تغضب من أي شخص.

أبي مسافر منذ شهور، ولا يوجد غير أخي، أصبحت لا أشعر بالأمان، كيف يمكن للشيطان أن يسيطر عليها وهي تصلي وتصوم وتقرأ القرآن؟! لا نعرف أمي حينما تغضب.

استغفرت ربي وأتمنى منه الغفران، فلم أكن حاضرة بذهني من شدة الصدمة، تعبت من هذا الحال كل يوم أقرأ آية الكرسي خوفا من انفعالاتها.

أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Maya2015 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وندعوك لمصالحة والدتك طاعة للكبير المتعال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، ويحقق لك وبك الآمال.

كثيرا ما ترغب الأمهات بأن يذهبن إلى تلك المناسبات، وقد اصطحبن فتياتهن الجميلات، ومكان العرس جامع للنساء وفيه فرص كبيرة للتعرف على الجميلات من أجل خطبتهن للأبناء أو الإخوان، وعدد لا بأس به من الحاضرات جئن للبحث عن أمثالك من الفتيات من أجل اختيارهن، كما أن النساء سوف يسألن الوالدة أين فلانة.. ووو، وعليه فنحن ندعوك إلى تقدير الدوافع الخفية، واعلمي أن انكماش الفتاة وترددها يزعج والديها، وفي الحالة المذكورة رفضت الذهاب فجأة بعد أن تهيأت الوالدة وأيقنت أنك سترافقينها.

ونحن نرفض ما حصل، ونحذرك من الاستمرار في الخصام، ونتمنى أن لا ترفعي صوتك أو تعاملي والدتك معاملة الند، ونقترح عليك الاعتذار لها عن وصفها بالشيطانة، وعن سبها، رغم أنها البادئة، لكنها في الأخير والدة، كما نرجو أن يكون لشقيقك دور، وتعاوني معه في إعادة المياه إلى مجاريها، مع ضرورة تجنب كل ما يثير عصبية الوالدة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه سبحانه، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يرزقك رضا والديك، وحافظي على الأذكار، وتواصلي مع موقعك، وغيري طريقة التعامل مع والدتك نحو الأفضل.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك لما فيه الخير، وأن يرزقك الثبات والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات