فقدت ثقتي بزوجي الذي يكلم الفتيات.. فهل أطلب الطلاق؟

0 319

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة منذ سنة ونصف، واستمرت فترة الخطبة تسعة أشهر، في تلك الأثناء اعترف لي زوجي بعلاقاته السابقة مع الفتيات، وأن بعض العلاقات وصلت إلى لمس بعض الأماكن، وعلى الرغم من التزامي وتديني إلا أنني أتممت الزواج، لأنه كان يحبني منذ الطفولة، ولكن ظروفه المادية جعلتني لا أقبل الزواج منه.

بعد الزواج وبالصدفة دخلت على سجل النشاطات في برنامج الفيس بوك، ووجدت بأنه قام بالدخول على الفتيات اللاتي خطبهن في السابق، وأسباب دخوله لصفحة الفتاة الأولى هو الفراغ، مع العلم أنها هي من قامت بفسخ الخطبة لظروفه المادية وتزوجت برجل آخر، أما الثانية فقد تزوجت أيضا وتركته لظروفه، وسبب دخوله على صفحتها مشاكل حدثت في وقت الخطبة، وكان يبحث عنها ليعتذر عن ما حدث، والفتاة الأخيرة دخل على صفحتها بسبب يتعلق بمشكلة حدثت بينهم، وكان يريد الاعتذار أيضا، في ذلك الوقت طلبت الانفصال لأنني شعرت بأنه غير جدير بحبي وثقتي به، فندم كثيرا واعتذر مني.

في فترة سفرنا تفاجأت منه عند زيارة أهلي بأنه يتبادل النظرات مع فتيات العائلة دون الاهتمام بمشاعري، وضحت له بأنني متضايقة، ولكنه كرر الأمر، وفي آخر موقف منذ أسبوع وعندما دخلت بالصدفة على لعبة يلعبها، وجدت محادثة مع فتاة، وكان يرحب بها ويطلب منها أن تكون في مجموعته، وقد سألها عن اسمها وسنها، وأخذ يقول لها أنك في ريعانك والعمر لك وكلام آخر، واجهته وقلت له بأنني زهقت وأطلب الانفصال، تأسف لي ووعدني بعدم تكرار الأمر، وأكد لي بأنه عرف قدري، لكنني فقدت ثقتي به فهو يكرر الأمر نفسه.

لا يوجد لدينا أطفال والسبب بسيط والخلل مني ومنه، لكنني أشعر من كلامه عن الزواج الثاني على سبيل المزاح، ولكنني لا أشعر بذلك وقتها، أنا قلقة من حياتي معه، ولا أرغب في الإنجاب منه، فأنا لا أشعر بالأمان، فهل أطلب الطلاق أم أثق فيه؟

علما بأنه في بعض الأوقات يستجيب في أشياء ثم يتغير فيها، باستثناء علاقاته المتعددة مع النساء فهي الثابت الوحيد لديه وكل شيء غيرها متغير.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عليك أن تقتربي من زوجك أكثر، وأن تكوني بأبهى حلة على سبيل الدوام، وإياك أن تهملي نفسك أو تجعلي هذه الأمور تتسبب في إهمالك لنفسك، وقومي بخدمته على أكمل وجه، واهتمي بمظهره وأحسني توديعه واستقباله في حال عودته، واجعلي بيتك نظيفا وجذابا، مع تغيير وضعية الأثاث ما بين الحين والآخر، واستمري في نصح زوجك وتوجيهه في الأوقات الملائمة وبرفق ولين وحكمة دون إكثار عليه.

الطلاق في هذه المرحلة ليس هو الحل الصحيح، بل لا بد من بذل الوسع واستعمال جميع الوسائل لإصلاحه، كربطه بصحبة الصالحين؛ لأن الرفقة الصالحة سيأمرونه بالخير ويدلونه ويعينونه عليه، واجتهدي في تقوية إيمانه من خلال كثرة الأعمال الصالحة، والمشاركة معه في بعض تلك الأعمال، كصلاة الوتر، وصيام بعض الأيام الفاضلة، مع الاستعانة عليه بعد الله بالمقربين من أسرته بحيث لا يشعرونه بأنك من طلب ذلك، واعلمي أن الحياة الزوجية لا يقوى بنيانها إلا بالتغافل، فلا تكوني كثيرة التركيز، فزوجك يظهر أن فيه خيرا بدليل أنه يستجيب في بعض الأشياء كما ذكرت في استشارتك، وعليك أن تستنهضي جميع ما عندك من صفات الأنوثة التي بها تستطيعين أن تستميلي قلب زوجك، فالمرأة قد وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنها بتلك الصفات تذهب لب الرجل الحازم فقال: (ما رأيت ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن).

لا تتركي السلاح الأقوى وهو التضرع بالدعاء لله تعالى أن يصلح الله زوجك ويهديه الصراط المستقيم، وإياك أن تفقدي الثقة بزوجك، فذلك ما يريده الشيطان الرجيم ليتوصل بها إلى التفريق بينكما، كما أتمنى أن تكون لكما جلسة يومية تقرؤون فيها شيئا من القرآن الكريم، مع قراءة في تفسير الشيخ السعدي، وتقرؤون بعض الأحاديث النبوية من كتاب رياض الصالحين مع شرحها للشيخ ابن عثيمين، فذلك سيكون من جملة الأسباب لتقوية إيمانه وتبصيره ببعض الأحكام الشرعية.

أسأل الله تعالى أن يصلح زوجك ويهديه سبل السلام ويسعدك في حياتك معه آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات