السؤال
السلام عليكم.
أعتقد أنني أعاني من رهاب اجتماعي بسيط، أشعر بالتوتر بشكل دائم في مواقف كثيرة، خصوصا مع من لا أعرفهم، يراودني شعور بالقلق وسرعة بسيطة بضربات القلب، وتخرج الحروف متقطعة كما لو أنني مصاب بالتلعثم (حقيقة موضوع التلعثم يحدث بكثرة حتى مع من أعرفهم).
لدي اعتقاد في عقلي أنني أخاف من ردة فعل سلبية من أي شخص تجاهي، حقيقة حاولت أن أتخلص من هذا الاعتقاد مرارا وبدون نتيجة، فما العلاج والجرعة المناسبة؟
ملاحظة:
الزيروكسات غالي الثمن، التفرانيل غير متوفر بالسوق، الإندرال تناولت جرعة 20 وأحيانا 40 عند الحاجة، وبدون نتيجة ملموسة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخ الكريم: لقد ذكرت أنك تعاني من رهاب اجتماعي بسيط، ويأتي في تلعثم أو ردة فعل في بعض مواقف محددة، وأحيانا التفكير أو الخوف من ردة الفعل عند مواجهة بعض الناس، وتبحث عن العلاج.
أول شيء: الرهاب الاجتماعي بصورة عامة علاجه نوعان: علاج دوائي وعلاج نفسي، ودائما يفضل العلاج الدوائي بصحبة العلاج النفسي، يعني لا تتناول الدواء دون العلاج النفسي، ولا تتناول العلاج النفسي دون العلاج الدوائي، أما الرهاب الاجتماعي البسيط فغالبا ما يعالج بالعلاج النفسي فقط، وقد يكون كافيا.
ذكرت أدوية وتتمنى ألا نكتبها لك، الـ (زيروكسات Seroxat) ذكرت أنه غالي الثمن، وهو من فصيلة الـ (SSRIS)، وهناك أدوية أخرى تعالج الرهاب الاجتماعي. أما الـ (أنفرانيل Anafranil) فهو ليس علاجا للرهاب الاجتماعي، بل علاج ومضاد للاكتئاب، وينفع في نوبات الهلع، والـ (إندرال Inderal) مفيد لضربات القلب فقط، ضربات القلب المصاحبة للمواقف التي يتعرض لها الشخص في الرهاب الاجتماعي، ولكنها ليست علاجا، تخفف من ضربات القلب فقط.
إذا نوصف لك علاجا نفسيا -إن شاء الله تعالى- في المقام الأول ليساعدك:
أول شيء: قبل وصف العلاج النفسي –وهو علاج نفسي سلوكي– لا بد لك من أن تأتي بكراسة ودفتر وقلم وتسجل بدقة شديدة المواقف التي يحصل فيه التلعثم بشدة وتزيد فيها ضربات القلب (المواقف الشديدة، المواقف الأقل شدة، والمواقف البسيطة) تفصلها بتفصيل دقيق، وترتبها، هذا ما يعرف بالتقويم السلوكي، وهذا هو بداية العلاج، ثم بعد ذلك يبدأ العلاج السلوكي، تبدأ بالمواجهة، تواجه المواقف البسيطة في الأول، المواقف البسيطة الذي يكون بها القلق بسيطا، تواجهها، لا تهرب منها، والمواجهة يمكن أن تكون مواجهة حقيقية، مواجهة هذه المواقف، ويمكن أن تكون مواجهة في الخيال، تتخيل لمدة ساعة في منزلك أنك في موقف معين، سوف تحس بالقلق، ولكنك تستمر في المواجهة، وتدريجيا سوف يتلاشى هذا القلق.
كلما نجحت في اجتياز مواقف بسيطة تتدرج إلى موقف أكثر صعوبة بعد ذلك، حتى تصل إلى المراحل الصعبة، هذا يسمى بالعلاج السلوكي، وهو علاج سلوكي فعال، ويمكن أن تمارسه بنفسك، ولكن كما ذكرت يجب أن يكون متدرجا ومرتبا.
وإذا كان بالإمكان أن تحصل على مساعدة من معالج نفسي، على دراية بهذا النوع من العلاج فهذا أفضل.
أما من ناحية الأدوية فهناك أدوية أخرى قد تساعد مثل الـ (زولفت Zoloft)/(سيرترالين Sertraline) 50 مليجراما، تبدأ بنصف حبة قبل النوم لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وسوف يبدأ في المفعول بعد أسبوعين -بإذن الله- وتحتاج إلى شهر ونصف أو شهرين حتى تحس بمفعوله الكامل، وبعد ذلك يجب عليك أن تستمر في تناوله لفترة ثلاثة إلى ستة أشهر، ثم توقفه بالتدرج بأن تسحب وتخفض ربع الكمية كل أسبوع، أي يتم التوقف نهائيا في خلال شهر.
العلاج الدوائي يجب أن تجمعه مع العلاج السلوكي المعرفي.
وفقك الله وسدد خطاك.