السؤال
السلام عليكم.
أريد مساعدتكم في بعض الأمور التي أحيانا أظن أنها تزعجني.
الموضوع باختصار: أني تركت أصدقائي منذ 3 سنوات ونصف، وكانت علاقتنا جيدة، استمرت لسنتين، ولكن الآن كلما دخلت على حسابي في مواقع الاتصال الاجتماعي الفيس بوك ورأيتهم، رغم عدم التواصل بيننا، ولا يحدثونني ولا أحدثهم منذ أن تركنا بعضنا طوال هذه السنوات، وتصرفت معهم كما تصرفوا معي بعدم الاهتمام، ولكن أكثر ما يضايقني هو حينما أدخل إلى حسابي أرى صورا لهم وتعليقات، وكأنها تستفزني رغم عدم ذكرهم لي، ولكني بشر أحس بالإغاظة أحيانا، وأعتمد في أغلب أوقاتي على تجاهلهم وتجاهل كل شيء بيننا، ولكن ما زلت أحس بالدونية كونهم مع بعضهم البعض، ومرحهم مع بعضهم البعض، وعدم إنصافهم لي.
أتمنى أنكم فهمتم مشكلتي، فما نصائحكم وإرشاداتكم، هل التجاهل هو الحل المجدي معهم كخصوم؟ رغم أن لدي عزة نفس، فلا أستطيع مكالمتهم وإذلال نفسي لهم.
فبم تنصحوني؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فاعل خير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
كنا نتمنى أن تذكر أسباب تركك لاصدقائك، وأنت بلا شك تملك قرارك، وأملنا أن يصلح الله حالهم وحالك، وأرجو أن يكون عندك ما يشغلك، ومن المفيد أن تبحث عن أصدقاء صالحين يذكرونك بالله إذا نسيت، ويعينوك على طاعة الله إن ذكرت، وقد قال الفاروق رضى الله عنه: ما أعطى الإنسان بعد الإسلام أفضل من صديق حسن.
ولا يخفى على أمثالك أن المؤمن الذي يخالط ويصبر خير من الذي لا يخالط ولا يصبر، ووجود الإنسان في جماعة له ضريبة، ولابد أن يصبر، والمخالطة المرشدة فيها الخير الكثير، ونسأل الله أن يحببك لعباده ويحبب إليك الصالحين منهم.
وإذا كنت قد تركت أصدقاءك السابقين، وقابلت إهمالهم بالإهمال وعدم الاهتمام، فنتمنى أن لا تنبش خلفهم وتدخل إلى مجموعاتهم حتى لا تعطي الشيطان فرصة، وتذكر أن هم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئا إلا إذا قدر مالك الأكوان، وتجنب سوء الظن فإن الظن أكذب الحديث، وبذلك تفوز بسلامة الصدر والراحة والسعادة، وإذا قصد أي إنسان إلحاق الضرر بك فلن يستطيع إلا بشيء قد كتبه الله عليك، فأشغل نفسك بطاعة الله، وثق بأن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.