أشعر بألم وحرقان في القلب ولا أستطيع أخذ نفس عميق

0 303

السؤال

أشكو من عدم القدرة على أخذ نفس عميق، وألم، وحرقان في القلب يمتد إلى الذراع الأيسر، ودوخة، خاصة بعد بذل مجهود أو المعاشرة الجنسية، وهذا طوال اليوم على مدار (13) سنة، حتى أصبحت أشك أنها أعراض ذبحة صدرية، وجميع الأطباء يقولون: إنك سليم، حتى أنهم أصبحوا لا يشخصون حالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ messaoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أنك ترددت كثيرا على العيادات الطبية، وأرسلت عدة استشارات لموقع الشبكة الإسلامية، ونحن نقدر أن لديك مشكلة لم تصل إلى حلها بعد، ونحن بدورنا نود أن نسألك عدة أسئلة، وننتظر الإجابة عليها، عسى أن نجد سويا حلا لتلك المشكلة التي تؤرقك، ومن ذلك نود أن نعرف بعضا من طبيعة العلاقة في المنزل، هل فيها بعض من القسوة والشدة وإصدار الأوامر -حيث ذكرت في إحدى الاستشارات أنك سريع الغضب، قليل الصبر- أم فيها الكثير من اللين، والعفو، والمسامحة؟ وما طبيعة العلاقة في المجتمع المحيط من الأهل والأصدقاء؟ وما هي طبيعة عملك؟ وهل تعاني من مشاكل في العمل؟ وهل تشعر بالتقصير في العمل أم تقوم به على ما يرام؟

ونود أن نسأل عن علاقتك بالدين والتدين، وهل تواظب على الصلاة وفروض الإسلام أم تجد نفسك مقصرا بعض الشيء؟ وندعوك إلى التعود على ورد يومي من القرآن، مع حفظ بعض الآيات يوميا؛ لأن ذلك يرقق القلب، قال الله سبحانه وتعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}. وقال سبحانه وتعالى: {اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر}.

والصلاة تبعد الإنسان عن الفحشاء وعن المنكر، وتقربه من طاعة الله، وتحببه إلى الله، وأيضا تطمئنه، ويأنس بها، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إذا حزنه أمر فزع إلى الصلاة، وقال لبلال: (أقم الصلاة، أرحنا بها)، فيستريح إذا دخل في الصلاة، يستريح من هموم الدنيا، ومن المكدرات؛ لأنه يناجي ربه، ويتلو كتابه، فينشرح صدره، وتطمئن نفسه، وهكذا المؤمنون مع الصلاة، ولهذا قال جل وعلا: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}، فالمؤمن يعيش مع ذكر الله، ويطمئن، وينشرح صدره، ويأنس بذكر الله عز وجل بأنواع الذكر القولية والفعلية والقلبية أيضا، فذكر الله حياة القلوب، دائما وأبدا، ولهذا يجد الإنسان من نفسه أنه إذا ذكر الله، إذا قال: لا إله إلا الله؛ يجد راحة، ويجد لذة، ويجد انشراح صدر، هذا شيء يجده الإنسان المسلم، شيء واضح، حينما يتلو القرآن يتلذذ به، ويأنس به، ويألفه؛ لأنه يطرد الشيطان؛ لأن ذكر الله يطرد عنه الشيطان، وقد وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله، فقال: (مثل الحي والميت)، الذي يذكر الله مثل الحي، والذي لا يذكر الله مثل الميت، ينبغي للمسلم أن يكثر من ذكر الله عز وجل بالقول وبالفعل، وبالقلب، وبالتفكر، وبذلك يعيش في حياته مطمئنا.

بعد ذلك نود أن نسأل عن عادة التدخين، وهل أنت مدخن أم عافاك الله من تلك الآفة؟ وإذا كنت مدخنا فندعوك لاتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين؛ لأن مشاكل المعدة، وضيق التنفس تأتي في الغالب من التدخين، مع ضرورة فحص البراز (3) مرات؛ للبحث عن جرثومة المعدة، والمسماة (H-Pylori) لأن الحموضة وضيق التنفس، وحرقان المعدة، له علاقة بالإصابة بتلك الجرثومة، وعند تشخيصها فإن علاجها يسمى العلاج الثلاثي، وهو معروف للأطباء، ويمكنك تناوله حينئذ.

وأخيرا، هناك بعض الأسئلة فيما يخص تشخيص مرض الاكتئاب، نود أن تجيب عليها: هل لديك حزن مستمر؟ وهل لديك الإحساس بفقدان الأمل والتشاؤم؟ وهل تشعر بفقدان الاهتمام وعدم الاستمتاع بالهوايات أو الأنشطة التي كنت تستمتع بها من قبل بما فيها الجنس؟ وهل لديك فقدان الشهية ونقص بالوزن؟ وهل تفكر في الموت أو الانتحار أو محاولة الانتحار؟ وهل لديك صعوبة في التركيز والتذكر، واتخاذ القرارات؟

نرجو -أخي الفاضل- أن تجري فحص البراز لجرثومة المعدة، وكذلك فحص صورة الدم (CBC) وتجيب عن الأسئلة السابقة، وسوف نتواصل معك إن شاء الله.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات